صفة المعية

الفتاوى > العقيدة >

السؤال : هل أهل السنة يثبتون صفة المعية لله وماحكم من تأولها بالعلم .

الجواب :  القاعدة عند أهل السنة والجماعة – أتباع السلف الصالح – في باب الأسماء والصفات " أن الله سبحانه وتعالى يثبت له من الأسماء الحسنى والصفات العلى ما ثبت في كتابه أو سنة نبيه من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل "
فكل اسم أو صفة ثبتت لله سبحانه وتعالى في كتابه أو في سنة نبيه نثبتها لله -كما سبق -ولا نحتاج أن نستشهد بقول أحد سبقنا في إثبات تلك الصفة بعينها بل أن النافي هو الذي بحاجة إلى ذلك .
وصفة المعية من الصفات الثابتة لله في الكتاب والسنة بأن الله معنا حقيقة كما يليق بجلاله }ليس كمثله شيء وهو السميع البصير{  .
وهي معيتان : معية عامة مع كل الخلق ومعية خاصة مع أوليائه ولازم هذا التقسيم أن الله بائن من خلقه غير مختلط بهم مستوي على عرشه ، فتنبه .
ومن قال إنه معنا بذاته في كل مكان فقد ضل ضلالاً بعيداً .
ولم يتأول صفة المعية بالعلم إلا المعطلة فقد ذكر ابن القيم رحمه الله كما في مختصر الصواعق ص 392:
إنهم كانوا يقولون : معناها معية العلم والقدرة والإحاطة ومعية النصر والتأييد والمعونة ، وكذلك القرب ."
فقول بعضهم " وأن معية الرب عز وجل عامة وخاصة فالعامة لجميع خلقه وهي معية العلم والسمع والبصر والخاصة للمؤمنين وهي معية نصر وتأييد " كما صرح صاحب السراج الوهاج !!
لا يوافق قول أهل السنة لأن ظاهره التأويل لذلك قال شيخنا الإمام عبد العزيز بن باز في تعليقه على الواسطية ص45 " المعية صفة من صفات الله وهي قسمان : معية خاصة لا يعلم كيفيتها إلا الله كسائر صفاته وتتضمن الإحاطة والنصرة والتوفيق والحماية من المهالك . ومعية عامة تتضمن علم الرب بأحوال عباده واطلاعه عل جميع أحوالهم وتصرفاتهم الظاهرة والباطنة ولا يلزم منها الاختلاط والامتزاج لأنه سبحانه لا يقاس بخلقه فعلوه على خلقه لا ينافي معيته لعباده ، بخلاف المخلوق فإن وجوده في مكان وجهة يلزم منه عدم اطلاعه على المكان الآخر والجهة الأخرى والرب ليس كمثله شيء لكمال علمه وقدرته "
وفرق بين العبارتين فتأمل .
وينبغي أن يعلم أن لفظة (مع) لا تفيد المخالطة فقد نصوا في معاجم اللغة عند لفظ : خلط قالوا :خلط الشيء بالشيء ولم يقولوا خلط الشيء مع الشيء .
ولصفة المعية لوازم فعلى هذا يحمل ما ورد عن السلف مما يعده بعضهم تفسيراً لصفة المعية ، فالسلف قد بينوا أن المراد بذكر المعية أن الله عالم بهم محيط بكل شؤونهم ، ولذلك لما احتاجوا للرد على الجهمية الذين استدلوا بآيات المعية على أن الله في كل مكان جعلوا الكلام في لازم الصفة رداً عليهم ، وهذا لا يعد بحال من الأحوال تأويلاً منهم أو تعطيلاً لصفة المعية .
 والخلاصة أننا نثبت لله صفة المعية وكل هذا الذي ذكر الله من أنه فوق العرش وأنه معنا حق على حقيقته كما أخبر عن نفسه فهو معنا حقيقة كما في قوله ( وهو معكم أينما كنتم ) وقوله ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) مع التنبيه على أن صفة المعية غير صفة العلم ، مستحضرين قوله تعالى ( أأنتم أعلم أم الله ) لكن يجب أن نصون النصوص عن الظنون الكاذبة كما قال تعالى ( ليس كمثله شيء ) فمعية الله كباقي الصفات نثبتها من غير كيف . مع التنبيه إلى أن لفظة ( مع) لا تفيد الاختلاط حتى في اللغة بل معناها المصاحبة والمقارنة ، والله أعلم .