اختلفت تفسيرات العلماء لهذه الحادثة فمنهم من قال إن قول بعض الصحابة " اجعل
لنا ذات أنواط " شرك أكبر وإنما لم يكفروا لعذر الجهل فقد جاء في القصة إنهم
كانوا حديثي عهد بكفر وبعضهم قال إنه شرك أصغر لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم
يكفرهم والصحيح كما قرر ذلك شيخا الإسلام ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب في أحد
قوليه أن النبي صلى الله عليه وسلم صرح ، أن من اعتقد في شجرة، أو تبرك بها أنه
قد اتخذها إلهاً، لقوله " قلتم كما قالت بنوا إسرائيل لموسى اجعل لنا إله كما
لهم آلهة " وهذا حكم من النبي صلى الله عليه وسلم على ظاهر اللفظ وجاء مثل هذا
في آحاديث كثيرة أي الحكم على ظاهر اللفظ دون الالتفات إلى القصد وأما أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنما أنكر النبي صلى الله عليه وسلم عليهم مجرد
مشابهتهم الكفار وإلا فهم يعرفون أنها لا تخلق، ولا ترزق، وإنما ظنوا أن النبي
صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم بالتبرك بها، صار فيها بركة كغيرها من الأشياء
التي بينت الشريعة أن فيها بركة .
|