السرورية خارجية عصرية _ أبو رائد المالكي _ النصيحة

سلسلة رسائل كشف المخبوء (2)

"قالها إمام العصر"

قد كان لهذه الطائفة دور في كشف بعض المخططات اليهودية والصليبة ولكنهم في كل ذلك ينطلقون من مبدأ " المؤامرة " فيقعون في المبالغة ، وأقرب وصف لهذه الجماعة ، أنها طبعة مزيدة ومنقحة من جماعة الإخوان المسلمين .
والسروريون ليس لهم برنامج خاص للوصول إلى الحكم لكن كونهم يوافقون جماعة الإخوان المسلمين في كثير من الأهداف والبرامج ، جعل كثير من المحللين يعتقدون أن لهم نفس الأهداف والخطط لإقامة الدولة الإسلامية ، لكن الواقع يخالف هذا الاعتقاد ، ومن أهم الدلائل على ذلك أن البنية التنظيمية لهذه الجماعة تختلف تماماً عما عند الإخوان المسلمين فهم يعتمدون التنظيم العنقودي أو ما يسمى في علم الإدارة بأسلوب الإدارة بالأهداف بينما تجد الإخوان المسلمين يعتمدون التنظيم الهرمي أو ما يسمى في علم الإدراة بأسلوب الإدارة بالمعلومات ، كما أن القيادات لا تزال شابة لم تتهيأ لها نفس الظروف والوقت الذي تهيأ لجماعة الإخوان المسلمين ، وهم يختلفون عن جماعة الإخوان المسلمين ، أنهم يصنفون عند كثير من الناس ، من جماعات التيار السلفي أينما كانوا ، بينما الإخوان المسلمون لا يصنفون هذا التصنيف إلا من كان منهم داخل الجزيرة .
فكان من أهم الأسباب التي دفعتني إلى الكتابة عن هذه الجماعة أنني وجدت بعض الدعاة السلفيين يغترون ببعض المخالفين للمنهج والعقيدة ويصفون خلافهم بأنه سهل ، ويقولون إنما الخلاف في الأسلوب وفي الأولويات وإن كان ثمة خلاف فهو في دائرة أهل السنة والجماعة ، وبعض الأصحاب قال في وصفهم " هم سلفيون في العقيدة وإنما مخالفاتهم في المنهج " ، وقد بنى صاحبنا هذا حكمه على أصله في التفريق بين العقيدة والمنهج !! .
والمتأمل يجد الأمر ليس كذلك بل إن الخلاف كبير والدليل على ذلك تلك النفرة التي يظهرها أولئك القوم من الدعاة إلى منهج السلف أهل الحديث والأثر ، هذا بالإضافة إلى لمزهم للعلماء فيما خالفوهم فيه .
وهذه مسألة خطيرة ينبغي فهمها على الوجه السليم فإنه لا يستقيم للعبد إسلامه حتى يحب في الله ويكره في الله ويوالي في الله ويعادي في الله ويصدع بكلمة الحق في وجه المبتدعة و المنحرفين عن سبيل المؤمنين . وهذا هو دأب أتباع السلف الذين فهموا الكتاب والسنة كما فهمها السلف الصالح .
ولقد بلي الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب في زمانه بقوم هم في نظر كثير ممن لا علم عندهم على التوحيد ، لأنهم لم يقارفوا الشرك ، لكن الإمام رحمه الله لم يشهد لهم بذلك حتى ينكروا الشرك ويعادوا أهله ويوالوا دعاة التوحيد .
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في كتابه التوحيد " باب تفسير التوحيد "
ومنها : قوله صلى الله عليه وآله وسلم " مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ " وهذا من أعظم ما يبين معنى لا إله إلا الله " فإنه لم يجعل التلفظ بها عاصماً للدم والمال ، بل ولا معرفة معناها مع لفظها ، بل ولا الإقرار بذلك ، بل ولا كونه لا يدعو إلا الله وحده لا شريك له ، بل لا يحرم ماله ودمه حتى يضيف إلى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله فإن شك أو توقف لم يحرم ماله ودمه ، فيالها من مسألة ما أعظمها وأجلها ، وياله من بيان ما أوضحه وحجة ما أقطعها للمنازع " .
وتقريبا للأمر سأذكر لهؤلاء القوم الذين ينعتون بالسروريين أو القطبيين أصولاً عشرة خالفوا فيها أصول أهل السنَّة والجماعة وعلى كل حال فهؤلاء القوم خوارج كما وصفهم بذلك الشيخ الألباني رحمه الله وإن تزيَّوا بزي أهل السنَّة والجماعة .
 

الأصل الأول :

إضفاء لباس الشرعية على كثير من الأمور التي أحدثوها باسم المصالح المرسلة ووصف البدعة أولى بها .

فلا يستطيعون أن يميزوا بين السنَّة والبدعة ، حتى نسبوا للدين و السنَّة ما ليس منهما ولذلك تجدهم يتوسعون في أساليب الدعوة حتى لا تستطيع التفريق بينهم وبين الإخوان المفلسين فيصدق على هؤلاء القطبيين السروريين المقولة المشهورة أنهم " طبعة مزيدة ومنقحة من الإخوان المسلمين "  .(راجع تنبيه الأصحاب – مكتبة الموقع (

الأصل الثاني :

مدح أهل البدع والحث على استخدام سياسة الاحتواء و الموازنة معهم بذكر حسناتهم إن كان لا بد من ذكر مثالبهم وسيئاتهم !! بل بلغ الأمر ببعضهم أن يذكر في مقدمة كتابه أئمة الدعوة في هذا العصر فلا تجد إلا متلبساً ببدعة أو داعياً إليها وهذا من صور التأثر بالإرجاء عند هؤلاء القوم وإن كانوا خوارج نسأل الله العافية .(راجع مدارك النظر – المكتبة الإلكترونية (

فهذا أحدهم في شريط له يجعل المودودي إماماً ومجدداً .

ولتتعرف على الموددي المجدد عند هؤلاء القوم إليك بعض كلامه .

يقول المودودي في تفهيم القرآن وهو كتاب تفسير :

" إن نوحاً عندما طلب من ابنه أن يركب معه في السفينة غلبت عليه عاطفة الجاهلية .

وأن يوسف عندما طلب منصب وزير المالية غلبت عليه الدكتاتورية ، وأن يوسف في زمانه يشبه موسوليني في زماننا . وأن النبي عندما لم ينجح باللسان استخدم السيف . "

لكن إمامهم الذي كثيرا ما يستشهدون بكلامه هو سيد قطب وإن كان القوم بعد أن ظهرت بعض المؤلفات التي تكشف عقيدة سيد قطب قد تراجعوا عن التصريح باسمه وإن كانوا لا يزالون يعدوه أحسن من تكلم في الحاكمية حتى صرح بعضهم في درس العقيدة بأنه أفضل من بين معنى لا إله إلا الله :

وإليك بعض كلام ابن قطب في العقيدة حتى تعرف مقدار جهل القوم بالعقيدة .

يقول سيد قطب في كتابه المسمى بالظلال (3/1492 ) "  فأما تلك الأصنام التي عرف أنهم يعبدونها فما كان ذلك قط لاعتقادهم بألوهية لها كألوهية الله – سبحانه – ولقد صرح القرآن الكريم!! بحقيقة تصورهم الاعتقادي فيها وبسبب تقديمهم الشعائر لها في قوله تعالى { والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفاً } فهذا كان مبلغ تصورهم لها مجرد شفعاء عند الله ، وما كان شركهم الحقيقي من هذه الجهة ولا كان إسلام من أسلم منهم متمثلاً في مجرد التخلي عن الاستشفاع بهذه الأصنام ، وإلا فإن الحنفاء الذين اعتزلوا عبادة الأصنام هذه وقدموا الشعائر لله وحده ما اعتبروا مسلمين ، إنما تمثل الإسلام في الاعتقاد والشعائر وإفراد الله سبحانه بالحاكمية – في أي زمان وفي أي مكان – هم مشركون لا يخرجهم من هذا الشرك أن يكون اعتقادهم أن لا إله إلا الله – مجرد اعتقاد – ولا أن يقدموا الشعائر لله وحده فإلى هنا يكونون كالحنفاء الذين لم يعتبرهم أحد مسلمين ، إنما يعتبر الناس مسلمين حين يتمون حلقات السلسلة أي حين يضمون إلى الاعتقاد والشعائر إفراد الله سبحانه بالحاكمية ، ورفضهم الاعتراف بشرعية حكم أو قانون أو وضع أو قيمة أو تقليد لم يصدر عن الله وحده وهذا وحده هو الإسلام لأنه وحده مدلول شهادة : أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، كما عرف هذا المدلول في الاعتقاد الإسلامي وفي الواقع الإسلامي سواء ، ثم أن يتجمع هؤلاء الذين يشهدون أن لا إله إلا الله على النحو وبهذا المدلول في تجمع حركي بقيادة مسلمة وينسلخوا من التجمع الجاهلي وقيادته الجاهلية"

هذا هو سيد الذي قيل فيه بهتاناً وزوراً إنه أحسن من تكلم في معنى لا إله إلا الله .

وفي الظلال (3/1197) يقول ابن قطب " وأمام هذا التقرير الأخير نقف لنتدبر هذا الحسم وهذه الصراحة في شأن الحاكمية والطاعة والاتباع ……. أن من أطاع بشراً في شريعة من عند نفسه ولو في جزئية صغيرة فإنما هو مشرك . وإن كان في الأصل مسلماً ثم فعلها ، فإنما خرج بها من الإسلام إلى الشرك أيضاً مهما بقي بعد ذلك يقول : أشهد أن لا إله إلا الله بلسانه بينما هو يتلقى من غير الله ويطيع غير الله . وحين ننظر إلى وجه الأرض اليوم – في ضوء هذه التقريرات الحاسمة – فإننا نرى الجاهلية والشرك ولا شيء غير الجاهلية والشرك ، إلا من عصم الله ، فأنكر على الأرباب الأرضية ما تدعيه من خصائص الألوهية ولم يقبل منها شرعاً ولا حكماً إلا في حدود الإكراه ."

وهذه هي بذرة التكفير التي غرسها سيد وتلقفها عنه أهل الأهواء نسأل الله العافية .

وقد كثر الخلاف في مسألة الموازنة وذكر الحسنات والسيئات والصحيح أنه لا بد من التفريق بين مقام الترجمة فتذكر الحسنات والسيئات حسب الحاجة!! كما يفعل الذهبي رحمه الله في السيَّر ، ومقام التحذير والنقد فلا تذكر إلا السيئات لأن ذكر الحسنات حينئذ بالإضافة إلى أنه مخالف لطريقة السلف فهو يدل على نقص العقل .

وعلى كل حال فهم يسعون إلى جمع الحركات الإسلامية والدعاة تحت مضلة أهل السنة والجماعة وضابط ذلك عندهم أن كل من انتسب إلى هذا الشعار فيجب قبوله والتغاضي عن أخطائه بحجة أن الدعوة بحاجة إلى كل داعية وكل خطيب ، وأن الأمة الآن في جهاد دفع ، وجهاد الدفع كما قال شيخ الإسلام لا يشترط له شرط ، وأكبر شاهد على ذلك التجمع الذي أسسوه أخيراً لمواجهة الإرهاب زعموا ، ويضم في قائمة المؤسسين له من قال " وثنيون هم عبدة النصوص " وآخر من المؤسسين يقول في مدح المعتزلة " وهكذا كان المعتزلة ، كوكبة من أهل الفكر ، والنظر ، والدين ، والثورة ، اتخذوا من الفلسفة والفكر والرقي في المعرفة بديلاً عن الأحساب والأنساب "  ، ولا أدري سيأخذون بباقي أحكام جهاد الدفع في هذه المرحلة كأخذ السبايا و توزيغ الغنائم أم الأمر اتباع للهوى وتلاعب بعقول الجهلة السذج أتباع كل ناعق .

ومن العجائب أنك تراهم يتعاونون مع كل أحد محيين بذلك شعار البنا " نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه " الشعار الذي كانوا يضللون من يقول به ، وكما قال حذيفة " إن الضلالة كل الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر وأن تنكر ما كنت تعرف وإياك والتلون في الدين فإن دين الله واحد" .

وحجتهم أن الأمم الآن قد تكالبت على المسلمين ، وحجة الإخوان المسلمين حين كان ينكر عليهم  أن الأمم قد تكالبت على المسلمين منذ سقطت الخلافة ، فلا ندري أي الفريقين نصدق والظاهر أن حجة الإخوان أقوى لكن لا أدري كيف خفيت على هؤلاء وهم يدعون أنهم أفقه للواقع من غيرهم !! .

 بينما تراهم يحاربون وبشدة كل الدعوات التي تتسمى بالسلفية لعلمهم أن السلفيين لا يقبلون هذا التجميع ، ولا يداهنون في  دين الله ، مع أنهم يقولون منهجنا الكتاب والسنة وعلى فهم السلف الصالح !!!!.

 

وضابط الانتساب عندهم إلى أهل السنة والجماعة ، الاحتجاج بالكتاب والسنة و الإجماع ، فكل من قال بهذه الأصول الثلاثة فهو منهم  قال بعض منظريهم ، تحت عنوان اتباع الأصول الثابتة بالكتاب والسنة والإجماع : " وهذا هو الذي يميز أهل السنة من أهل البدعة ، فهذه الأصول الثابتة بالكتاب والسنة والإجماع هي مبنى دين المسلمين وهي بمنزلة الدين المشترك بين الأنبياء .... وإن استيفاء هذا القدر هو الذي يكفل بقاء المسيرة على الجادة وانتساب أصحابها إلى أهل السنة والجماعة ويقيهم من الوقوع فيما وقعت فيه الفرق الضالة المتوعدة على لسانه e لأن شعار هذه الفرق هو مفارقة الكتاب والسنة والإجماع " .

 

وما كنت أريد تكلف الرد على هذه الدعوى لولا أني رأيت بعض من ينسب إلى العلم يجعل عدم مخالفة الإجماع ضابطاً في تمييز أهل السنة والجماعة الفرقة الناجية و الطائفة المنصورة .

 

قلت : الاحتجاج بأدلة من الكتاب أوالسنة وعدم مخالفة الإجماع  بالمعنى الاصطلاحي لا يكفي لتمييز أهل الحق ولا يكفي أيضاً في تمييز الحق من الباطل حتى بين أهل الحق ! .

لأنك حينئذ ستوافق الصوفي القبوري الذي يحتج بالكتاب والسنة في مشروعية التوسل والتبرك بالمخلوقين خاصة والمسألة لم ينقل فيها إجماع بالمعنى المصطلح عليه .

وستوافق المعتزلي الذي لا يأخذ العقيدة من أحاديث الآحاد بحجة أن أحاديث الآحاد تفيد الظن والله يقول {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} ](36) سورة يونس [  والنبي صلى الله عليه وآله وسلم  يقول " إن الظن أكذب الحديث " وبالاستقراء فقد وقع الخطأ في أحاديث الآحاد .

 

وستوافق الأشعري في انكار بعض الصفات كنفي وصف الله بأنه شخص ، قال الحافظ ابن حجر في الفتح : " قال ابن بطال أجمعت الأمة على أن الله تعالى لا يجوز أن يوصف بأنه شخص لأن التوقيف لم يرد به " ، مع أنه جاء في صحيح مسلم 1499: عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرُ مُصْفِحٍ عَنْهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ فَوَاللَّهِ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي مِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ وَلَا شَخْصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللَّهِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ اللَّهُ الْمُرْسَلِينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَلَا شَخْصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنَ اللَّهِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ اللَّهُ الْجَنَّةَ *

 

لكن جاء في بعض الروايات " وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللَّهِ وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ الْمُبَشِّرِينَ وَالْمُنْذِرِينَ وَلَا أَحَدَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنَ اللَّهِ وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ اللَّهُ الْجَنَّةَ *

فرجح من تأول الحديث الروايات التي فيها " وَلَا أَحَدَ  " على التي فيه " وَلَا شَخْصَ  " .

بل لا أبالغ إذا قلت أنك ستوافق حتى العلماني لأننا وجدنا بعض العلمانيين يحتجون على مذهبهم بالكتاب والسنة مثل قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم  " أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ * رواه مسلم   2363 .

 

ويشهد لهذا أنهم ضموا إلى عضوية حملتهم المزعومة ليبراليين فجعلوهم من المؤسسين فاللهم لطفك .

لكنهم لما واجهوا الانتقادات الكثيرة من ثلة من طلبة العلم فضوا هذا التجمع ولله الحمد !

 

وهم عندهم استعداد للتعاون مع أهل البدع والأهواء بمختلف مشاربهم في سبيل تحقيق أهدافهم

الأصل الثالث :

تضخيم بعض أنواع من الشرك الأصغر حتى جعلوها من الشرك الأكبر .

فتراهم دائما يدندنون حول شرك المحبة وشرك الطاعة وينكرون على من يدندن على ما يسمونه بشرك القبور حتى اخترع بعضهم تسمية الشرك الحضاري في مقابلة الشرك البدائي وشرك القصور في مقابلة شرك القبور ، فنسبوا إلى الأنبياء وأتباعهم إنكار الشرك البدائي وإلى أنفسهم الحضاري .

والصحيح أن شرك المحبة وشرك الطاعة لا يبلغ بصاحبه الشرك الأكبر إلا بتحقق شروط ، من ذلك أن المحبة لا تكون شركاً أكبر حتى تكون من جنس المحبة التي لا تكون إلا لله كما قال تعالى " ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله " وكل شيء يحب لغيره ، فلا يحب لذاته إلا الله وهذه هي محبة العبادة  .

وأما الطاعة فلا بد فيها من شرط الاستحلال كما ورد في حديث عدي بن حاتم عند الترمذي  (انظر الرد على أتباع ابن قطب (

وهؤلاء القوم ممن وقع في هذا المأزق الخطير تجدهم متناقضين في أحكامهم فعندما يحكمون بأن الطاعة في معصية الله شرك أكبر يقفون مبهوتين إذا قيل لهم ما حكم من وقع في هذا الذنب ونحن نرى أن أكثر الناس اليوم يقعون فيه إلا من رحم ربي .

الأصل الرابع :

تزيين الخروج على الحكام المسلمين بذكر مثالبهم أمام العامة وقد حفظ لنا التاريخ فرقة من فرق الخوارج تسمى بالقعدية لا يرون الخروج ولكن يزينونه للناس  .

وهم عندهم استعداد للتعاون مع أهل البدع والأهواء بمختلف مشاربهم في سبيل تأليب الناس على دولة التوحيد حتى قال بعضهم ( يجب أن نأخذ قاعدة ، ميزة الدعوات الإسلامية في العالم في العالم كله على ما فيها من تفاوت وما بينها من أخطاء ميزتها أنها تنبع من داخل الأمة يعني يدعوا للإسلام حتى لو أن عند بعضهم انحرافات إما إلى المعتزلة وأما إلى الخوارج وإمّا إلى الرافضة كما تعلمون فهو يأخذها من واقع الأمة ومن تاريخها وتراثها (

 الأصل الخامس :

التأثر ببدعة التكفير بالمعاصي كما هو عند الخوارج ومن ذلك التكفير بالاستحلال العملي حتى تجد في بعض مؤلفاتهم الاحتجاج بحجج واهية على عدم التفريق بين الاستحلال الاعتقادي الذي يكفر صاحبه والعملي الذي لا يكفر صاحبه بالإجماع .

من ذلك ما جاء في سنن أبي داود والنسائي وغيرهما :

عن يزيد بن البراء عن أبيه قال أصبت عمي ومعه راية فقلت أين تريد فقال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل نكح امرأة أبيه فأمرني أن أضرب عنقه وآخذ ماله "

ولا حجَّة لهم في هذا الأثر لأنه جاء فيه ما يدل على الاستحلال القلبي وهو قوله " نكح " وفي بعض الروايات " تزوج " ففرق بين الزنا بها ونكاحها فالأول ينطبق عليه الاستحلال العملي والثاني ينطبق عليه الاستحلال القلبي فتأمل .

وقد صرح بعضهم في "ظاهرته" بأن الاستحلال كما يكون بالقلب يكون بالفعل وكلاهما مخرج من الملة  .

وإليك أيها الطالب للحق كلام إمام الأئمة في هذا العصر في هذه الطائفة عندما أوقف على كلامهم السابق

قال الشيخ ناصر الدين الألباني في شريط " السرورية خارجية عصرية " :" كلامهم ينحو منحى الخوارج في تكفير مرتكب الكبائر ، لكنهم – ولعل هذا ما أدري أن أقول  – غفلة منهم أو مكر منهم  " .

ولازلت أتساءل كيف اجتمعت كلمتهم على هذه العقيدة الباطلة وكيف تسربت هذه العقيدة إليهم حتى بدا لي الجواب فوجدت أن شيخهم  يصرح بهذه العقيدة في كتابه " منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله " 1/158.

قال محمد سرور " لأن قومه –أي لوط- لو استجابوا له في دعوته إلى الإيمان بالله وعدم الإشراك به لما كان لاستجابتهم له أي معنى إذا لم يقلعوا عن عاداتهم الخبيثة التي اجتمعوا عليها ولم يستتروا من فعلها "

فتأمل كيف جعلوا العلة هي المجاهرة وعدم التستر تزداد عجباً .

 

الأصل السادس :

جعل الحكم بغير ما أنزل الله من الكفر الأكبر قولا واحداً .

وهذا مذهب الخوارج بلا شك قولاً واحداً .

والصحيح أن الخلاف في هذه المسألة يمكن تقسيمه إلى أربعة أقسام :

الأول ) الخلاف في تفسير آية المائدة وماهو المقصود بالكفر فيها فطائفة ذهبت إلى أن الكفر هنا هو الكفر الأكبر وهو قول الخوارج وأما أهل السنة فقد اتفقوا على أن المقصود به الكفر الأصغر كما فسر ذلك ابن عباس وغيره من الصحابة .

والخلاف في هذا القسم خلاف بين أهل السنة وبين الخوارج كما بين ذلك جماعة من المفسرين وهو قول ابن عبد البر في التمهيد ونقل الإجماع على ذلك .

الثاني ) الخلاف في التفريق بين القضية المعينة والتشريع العام فطائفة ذهبت إلى أن تفسير الكفر بالكفر الأصغر في آية المائدة إنما ينطبق على القضية المعينة وأما التشريع العام فهو كفر بذاته وهذا أيضاً قول الخوارج لكن خوارج العصر وأما أهل السنة فلا يفرقون هذا التفريق .

الثالث ) الخلاف في التفريق بين القضية المعينة والتشريع العام بعد الاتفاق على أن الكفر المذكور في آية المائدة هو الكفر الأصغر لكن قالوا من حكم قانوناً ففعله هذا يدل على استحلاله وهذا خلاف بين أهل السنة في هذا العصر والقول بأنه يدل على الاستحلال قول بعض العلماء في اللجنة الدائمة وأما المحققين من علماء العصر كالشيخ ابن باز ومعه الشيخ الألباني فلا يفرقون هذا التفريق .

وأقوى أدلة الذين يفرقون بل هو دليلهم الوحيد عند التحقيق الإجماع الذي نقله ابن كثير وابن تيمية رحمهما الله والمتأمل يجد أنه لا حجة للمخالفين من أصحاب هذا القسم في هذا النقل لأنه في المستحل وقد ذكر شيخ الإسلام أن التتار الذين حكموا بالياسق وهو كتاب مأخوذ من الشرائع المنسوخة والإسلام أنهم يعتقدون أن اليهودية والنصرانية والإسلام بمنزلة المذاهب الأربعة .

لكن ينبغي التنبه إلى أن بعض كبار العلماء الذين يقولون بهذا القول وهو أن مجرد تحكيم القوانين وجعلها نظاماً عاماً يعد قرينة على الاستحلال القلبي، أنهم لا يجعلون هذا قاعدة مطردة كما في بعض المكفرات الأخرى بل أن حقيقة قولهم أن هذه قاعدة أغلبية أن مجرد تحكيم القوانين وجعلها نظاماً عاماً يعد قرينة على الاستحلال القلبي ولذلك تجدهم عند التعيين يتوقفون في إطلاق الكفر مع علمهم بتوفر الشروط وامتناع الموانع .
والمتأمل يجد مصداق هذا وإلا فإنه قد يرد بعض أهل الأهواء قولي هذا في مشايخنا ، فنقول له وهل يعقل أن كل هؤلاء الحكام لم تتوفر فيهم شروط التكفير فإذا كان الجواب نعم فهذه مغالطة وإذا كان الجواب لا فهذا حكم منهم على هؤلاء العلماء بعدم تكفير المعين وهذا من شر عقائد أهل البدع التي نبرئ مشايخنا منها ، فعاد الأمر إذاً إلى أن مشايخنا لهم ملحظ لا بد من اعتباره .

الرابع ) المحققون من أهل السنة وهؤلاء يرون أن الحاكم بغير ما أنزل الله لا يكفر إلا أن يكون مستحلاً لذلك استحلالاً قلبياً قولاً واحد وهذا هو الحق الذي لا مرية فيه فدعني من بنيات الطريق . ( انظر الحكم بغير ما أنزل الله – مسألة العصر (

الأصل السابع :

 يرون عدم الطاعة ونكث البيعة لولي الأمر المسلم وأنه لا بيعة ولا طاعة إلا للإمام الأعظم .

وهذا خلاف الآثار وما أجمع عليه أهل السنة والجماعة يدل على ذلك حديث أبي هريرة في الصحيحين وحديث أنس عند البخاري وحديث ابن مسعود في الصحيحين أيضاً ولفظه ( إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها قالوا يارسول الله كيف تأمر من أدرك ذلك منا قال :

تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم (

ومنه حديث حذيفة في الصحيحين ( تسمع وتطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك (

وفي حديث عبادة في الصحيحين ما يدل على أن عدم الطاعة والمنازعة لهما الحكم نفسه .

وقد استدل شيخ الإسلام بحديث أبي هريرة في الصحيحين على أن عدم الطاعة نكث للبيعة وفيه ( ورجل بايع إماماً لا يبايعه إلا لدنيا فإن أعطاه منها وفى وإن لم يعطه لم يف (

فمن نزع الطاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له وهذا نكث للبيعة وهذا لا شك أنه خروج على ولي الأمر وفي حديث عبادة في الصحيحين ما يدل على أن عدم الطاعة والمنازعة لهما الحكم نفسه .

وهذا المسلك لا شك أن السلف الصالح منه براء لأنه مسلك الخوارج .(انظر طاعة ولي الأمر المسلم (

الأصل الثامن :

مخالفتهم لسبيل المؤمنين في الدعوة إلى الله فتراهم في محاضراتهم ودروسهم لا يتكلمون مثلا ً عن طاعة ولي الأمر المسلم ولا التحذير من الافتئات عليه في إدارة شئون الأمة ، كما يفعل العلماء في كثير من محاضراتهم لحاجة الناس إلى التنبيه على مثل هذه المسائل ، حتى بعد تغيير طريقتهم ، وبعضهم بلغ به الأمر أن يسمي المملكة العربية السعودية في خطاباته ببلاد الحرمين أو الجزيرة كما يفعل غلاة الخوارج الظاهر أمرهم، كما إنهم لا يوجهون الشباب إلى الرجوع إلى العلماء الكبار وقت الفتن كما يفعل السلفيون من أهل العلم ، بل على العكس من ذلك يحاولون تنفير الناس عن العلماء ، بل من عجائب الأمور أن بعضهم بداً يطعن في العلماء بحجة أنهم وهابية تماشياً مع الإعلام الغربي وبعضهم ينعتهم بالعلماء الرسميين في مقابلة دعاة الإصلاح أو علماء الصحوة ، ولا تجد لهم كلاماً البته في ذم رموز التكفير الظاهر أمرهم كالمقدسي ومن سار على شاكلته ، وأيضا قد عرفوا بمخالفة كلام أهل العلم في كثير من فتاواهم كما في بعض مسائل الجهاد والعمليات الفدائية والاغتيالات لأهل العهد من النصارى والمظاهرات وغير ذلك من نوازل العصر ففتاواهم في هذه المسائل مخالفة لفتاوى أهل العلم موافقة لما عليه رموز التكفيريين الظاهر أمرهم ، ولا يجد القاريء فرقاً إلا ما كان متعلقاً بالزمان أو المكان ، وبهذا تستطيع أن تميزهم دون عناء لا كثرهم الله ، فهل بعد هذا يقال أنهم لا يؤيدون التفجيرات على الإطلاق أم يقال أن في المسألة تفصيل .

وعلى كل حال فإن كثيراً من المتصدرين منهم لم يشموا رائحة الفقه في الدين بل بلغ الأمر ببعضهم إلى التلاعب في ثوابت الدين باسم " الثوابت والمتغيرات فى مسيرة العمل الإسلامى " ، انطلاقا من قول حسن البنا " ليس فى فروع الدين أمر متفق عليه " ، لكنه زاد فجعل المتغيرات تطول حتى أبواب العقائد ومبنى هذا عنده على قاعدة المصالح والمفاسد التي لم يفتئوا ينادون بها ، وهو من الكتب المعتمدة ولذلك تجدهم كثيراً يستعملون مصطلح تحقيق المناط ، ومصطلح معرفة خير الخيرين وشر الشرين ، وبهذين المصطلحين استطاع الكاتب ومن سار على منهجه أن يغيروا كثيراً من ثوابت الدين .

ثم جاء آخر منهم ينادي بفقه التيسير وملخص الفكرة أن الأحكام يرجع فيها إلى أقوال العلماء فما وجدناه أيسر وأسهل أخذنا به مادام صاحبه يحتج بالدليل .

ولو رأوا من مصلحة دعوتهم الكلام في بعض القضايا السابقة فإنهم لايؤصلون ما يدعون إليه بأدلة الشرع ومنهج السلف فالأدلة من الكتاب والسنة والآثار السلفية متكاثرة في مثل ما يتعلق بحقوق الولاة وعدم الخروج عليهم ، ونبذ العنف .

ومع ذلك فهم يؤكدون دائما على الأخذ بمبدأ المصالح والمفاسد دون التعرض إلى التقريرات السلفية ، أو حتى نقد المخالفين والتحذير منهم ، بل على العكس فهم يطعنون في العلماء السلفيين في كل مناسبة من أجل تنفير الناس عنهم وعدم الأخذ بأقوالهم
 

الأصل التاسع :

الطعن في العلماء المخالفين لهم أو المنفرين عنهم بأمور هم منها براء .

اعلم أيها الطالب للحق أن كثيراً من خوارج العصر لهم أصول يعرفون بها ولو تلبسوا بلباس أهل السنة والجماعة فمن ذلك الطعن في العلماء المخالفين لهم أو المنفرين عنهم بأمور هم منها براء .

قال أبو زرعة و أبو حاتم الرازي " علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر " .

وقال ابن ناصر الدمشقي- رحمه الله " لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أعراض منتقصيهم معلومة ومن وقع فيهم بالثلب، ابتلاه الله قبل موته بموت القلب".

وقال البربهاري في " شرح السنة " : ( والمحنة في الإسلام بدعة ، وأمّا اليوم فيمتحن بالسنة ).

وقد كان من هدي السلف امتحان الناس واختبارهم بأئمة السنة ففي كتاب الجرح والتعديل لإبن أبي حاتم :

باب استحقاق الرجل السنة بمحبة احمد بن حنبل ثم روى بسنده عن أبي رجاء يعنى قتيبة بن سعيد يقول إذا رأيت الرجل يحب احمد بن حنبل فاعلم انه صاحب سنة .

وفي عصرنا هذا كان الشيخ حمود التويجري رحمه الله يقول الشيخ الألباني الآن علم على السنة الطعن فيه إعانة على الطعن في السنة .

قال الإمام إسماعيل الصابوني في كتاب " السنة " : ( وعلامات أهل البدع على أهلها بادية ظاهرة ، وأظهر آياتهم وعلاماتهم شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم ، واحتقارهم لهم وتسميتهم إيّاهم حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة ..) .

وقد بلغ الأمر ببعضهم أن اخترع أوصافاً للفرقة الناجية حشر فيها السلفيين علماء وطلبة علم وأوصافاً للطائفة المنصورة حشر فيها طائفته . (انظر رد الشيخ ربيع على سلمان العودة في معنى الطائفة المنصورة )

فهم يعيرون العلماء بأنهم لا يفقهون الواقع وأنهم مجرد فقهاء حيض ونفاس فهم مع تنقصهم للعلماء وقعوا في الاستهزاء بالدين فمسائل الحيض والنفاس من الدين وقد مكث بعض العلماء سنين حتى تعلمها وأتقنها لحاجة الناس إليها .

وبعضهم يعتمد كلام العلماء في الصلاة والصوم والزكاة والحج وأما الجهاد والدعوة والمنهج زعموا فتراه معرضا عن فتاواهم في هذه المسائل حتى قال بعضهم مسائل الجهاد لا تؤخذ إلا من أهل الجهاد !!.

ولعلمهم أنهم جهلة - أي هؤلاء الخوارج - تجدهم يحيلون على العلماء في كثير من المسائل ولكون بعضهم  لا يستطيع أن يذم العلماء بالقول الصريح يقول نحن نكمل العلماء فهم يريدون بذلك صرف الناس زمن الفتن عن العلماء ليخلوا لهم الأمر لتوجيه الناس وفق ما يريدون .

والعجيب أنهم يتحرجون من الإفتاء في مسائل الطهارة والصلاة ونحوهما بدعوى الخوف من القول على الله بلا علم ثم تراهم يتجرأون على الإفتاء في دماء الأمة وعلى مسائل يتحرج من الإفتاء فيها كبار العلماء ، ورحم الله شيخنا الإمام عبد العزيز بن باز كان عندما يسأل وقت الفتن يقول " حتى تجتمع اللجنة " .

ومع ذلك تجد هؤلاء الخوارج يصفون العلماء الكبار بأنهم علماء السلطان ومقصدهم بذلك أن هؤلاء العلماء يفتون بغير الحق ويكتمون الحق مراعاة للخلق ومرة يصفونهم بالمجاملة ومرة بعدم فقه الواقع وهكذا ثم يقولون نحن نكملهم نحن طلبة العلم الذين في سعة من أمرنا !! .

فقولهم عن العلماء لا يبينون الحق إنما قصدوا بالحق ما تهواه أنفسهم وما نطقت به ألسنتهم من القول على الله بلا علم مما يفتوا به الناس و إلا فما  الحق الذي لم يبينه العلماء للناس فالتوحيد بينوه والعقيدة بينوها والأحكام بينوها في كثير من دروسهم وفتاواهم ولكن الحقيقة أن بعض الناس يعتقد أمراً ثم يلزم العلماء أن يقولوا بقوله و إلا صاروا كاتمين للحق مداهنين فتنبه .

ومنهم من يتهم العالم بموالاة الكفار لا لشيء إلا لأنه أفتى بما لا يوافق هواهم في مسائل الجهاد .

وكثير من هؤلاء الخوارج يوقر رموز الجماعات البدعية كحسن البنا وسيد قطب ومحمد قطب والترابي والقرضاوي وغيرهم و إذا ذكر علماء الأمة غمزهم وقلل من قدرهم

وبعضهم تجده يتكلم عن مآسي المسلمين وجراحاتهم ثم لا يلبث يهجم على علمائنا ويقدح فجرح الأمة من هذا أشد مضاضة .

ومنهم من يسعى في تضخيم أخطاء العلماء عند العامة و يكون ذلك إذا ذكرت له فتوى لهم لا توافق هواه .

ومثال الطعن في أهل الأثر ما قرره بعضهم في رسالته التي أسسها على الطعن في الدعوة السلفية متمثله في شيخها ناصر الدين رحمه الله كما يبدوا واضحاً لكل من قرأها  وانظر مصداق ذلك مقدمتها عند الكلام عن الأساس الأول والثاني من الثلاثة أسس التي بنى عليها رسالته ،  وهو فيما يظهر ، من أوائل من الصق بالشيخ الألباني تهمة الإرجاء

ففي هذه الرسالة يقول عن الإمام الألباني " والمؤسف للغاية أن بعض علماء الحديث المعاصرين الملتزمين بمنهج السلف الصالح قد تبعوا هؤلاء المرجئة فى القول بأن الأعمال شرط كمال فقط ... أنظر رسالة حكم تارك الصلاة المنسوبة للشيخ الألبانى ص 42. "

ويقول أيضاً " فالعجب ممن ينسب إلى نفسه السنة والحديث ثم يوافقهم ، فمهما عمل أحد من المكفرات ( كالتشريع من دون الله ) فإنه لا يكفر عندهم إلا إذا جحد أو استحل مراعاة منهم لهذا الإذعان أو التصديق المزعوم .؟ "

ويقول أيضاً " " حتى لقد وصل بهم (أي الجهمية) التمادى إلى إخراج شعائر التقرب والتنسك كالنذر والتوسل والذبح والتعظيم من مسمى العبادة ، بل صرحوا بأن السجود للصنم ليس بكفر لذاته ، انظر (1/124-163) ، ومن العجيب إن بعض من ينتسب للسلف يوافقهم فى بعض الأمر."

وكذلك قوله في بعض دروسه عن هيئة كبار العلماء أنهم لا يفقهون الواقع وأننا نكملهم فما سلم أحد من أئمة هذا الزمان من لمز هذا الرجل نسأل الله له الهداية .

و يقول في قصيدة له :

 وبنو صهيون منذ الآن               إخوان الفسيلة

غير مغضوب عليهم                 عند أصحاب الفضيلة

فاحذفوا  ما قيل قدما                  في التفاسير الطويلة

واشطبوا ما قيل عنهم                  بئسما تلك المقولة

عدل التاريخ واحذف                  منه حطين الدخيلة

عدل السيرة واحذف                   ذكر كعب وقبيله

واجعل الكفار حصرا                  في قريش أوبجيلة

كل هذا شرط شامير                   فأوفوا المرء كيله

وبهذا عقد مدربد                       فأعطوا العهد قيله

سورة الأحزاب والحشر                معانيها ثقيلة

فاطلب التأويل شيخا                   تلق للإسراء حيلة

أو تجاوزها إلى الكهف                 ولا تخشى المثيلة.

والفسيلة هي صغار النخل و هي كما هو معلوم منتشرة في بلاد نجد ولزيادة التوضيح انظر قوله " أصحاب الفضيلة ".

وقال آخر من رموزهم " ما هي قيمة العالم إذا لم يبين للناس قضاياهم السياسية، التي هي من أهم القضايا التي يحتاجون إليها، والتي تتعلق بمصالح الأمة العامة، أتريد من العالم أن يبقى محصوراً في أحكام مثلاً: الذبائح والصيد والنسك والحيض والنفاس والوضوء والغسل والمسح على الخفين"

فتأمل في هذا الكلام الذي ليس لصاحبه سلف إلا ما قاله عمرو بن عبيد المعتزلي: ( ألا تسمعون ما كلام الحسن وابن سيرين، عندما تسمعون إلا خِرقة حيض ملقاة) وقال  ( إن علم الشافعي وأبي حنيفة جملة لا يخرج من سراويل امرأة)

وقد يتعذر لهم من يقول إنهم ما أرادوا علماءنا فنقول فأين إذا العلماء الذين قصدهم !! .

وعلى هذا المنوال سار الآخرون فهذا رمز آخر من رموزهم في لقاء مع مجلة الإصلاح ينفي وجود مرجعية علمية صحيحة وموثوقة للمسلمين .

فبالله عليك أخي القاري كيف تتصور أن يكون حال من تربوا على كتابات وأشرطة هؤلاء الخوارج وبعد هذا نقول ما بال الشباب لا يأخذون بكلام العلماء .

فمتى يبلغ البنيان كماله         إذا كنت تبني وغيرك يهدم .

قال أحمد بن الحسن لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: ذكروا لابن أبي قتيلة بمكة أصحاب الحديث فقال: أصحاب الحديث قوم سوء، فقام أحمد بن حنبل وهو ينفض ثوبه ويقول: زنديق، زنديق، حتى دخل البيت .

وروى أبو عثمان الصابوني بسنده إلى أحمد بن سلمة قال قرأ علينا أبو رجاء قُتَيْبَةُ بن سعيد كتاب " الإيمان " له، فكان في آخره:

فإذا رأيت الرجلَ يحب سفيان الثوري، ومالك بن أنس، والأوزاعي، وشعبة، وابن المبارك، وأبا الأحوص، وشريكاً، ووكيعاً، ويحي بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، فاعلم أنه صاحب سنَّة . قال أحمد بن سلمة رحمه الله ؛ وألحقت بخطي تحته: ويحي بن يحي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن إبراهيم بن راهويه ."

وأنا ألحق بخطي " والألباني وابن باز وابن عثيمين  و الوادعي وآل الشيخ والفوزان   "

وقال أحمد بن سنان القطان: ليس في الدنيا مبتدع إلاَّ وهو يبغض أهل الحديث.

فاحذر أخي على دينك وحذر من أهل البدع فقد نقل الحافظ ابن حجر في " التهذيب " : عن زائدة بن قدامة الثقفي أنه كان لا يحدّث أحداً حتى يمتحنه ، وذكر أن زهير بن معاوية كلمه في رجلٍ كي يحدثه ، فقال زائدة : من أهل السنة هو ؟ ، قال : ما أعرفه ببدعة فقال : من أهل السنة هو ؟ فقال زهير : متى كان الناس هكذا ؟ فقال زائدة : متى كان الناس يشتمون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ؟! .

وأنا أقول : متى كان الناس يزينون الخروج على السلطان ويتنقصون العلماء ويكفرون بالذنوب  .

روى اللالكائي في عقيدة الإمام سفيان الثوري ـ رحمه الله ـ قال : ( يا شعيب : لا ينفعك ما كتبت حتّى ترى الصلاة خلف كل برّ وفاجر ، والجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة والصبر تحت لواء السلطان جار أو عدل ..) .

كلمة أخيرة :

وفيها بيان الأصل العاشر من أصولهم :

لا يزال أهل الأهواء في كل عصر ومصر يتلونون حتى يحققوا مآربهم وأهدافهم كما قال حذيفة رضي الله عنه :

"إن الضلالة كل الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر وأن تنكر ما كنت تعرف وإياك والتلون في الدين فإن دين الله واحد"

وكما قال أبو طاهر السلفي :

ودع آراء أهل الزيغ رأسا              ولا تغررك حذلقة الرذال        

فليس يدوم للبدعي رأي             ومن أين المقر لذي ارتحال        

يوافي حائرا في كل حال             وقد خلى طريق الإعتدال        

ويترك دائبا رأيا لرأي                   ومنه كذا سريع الإنتقال        

وعمدة ما يدين به سفاها            فأحداث من أبواب الجدال        

وقول أئمة الزيغ الذي لا               يشابهه سوى الداء العضال        

كمعبد المضلل في هواه              وواصل أو كغيلان المحال      

وجعد ثم جهم وابن حرب             حمير يستحقون المخالي        

وثور كاسمه أو شئت فاقلب          وحفص الفرد قرد ذي افتعال        

وبشر لا أرى بشرى فمنه            تولد كل شر وإختلال        

وأتباع ابن كلاب كلاب                 على التحقيق هم من شر آل([1]    )

والمراقب لأطرواحاتهم !! قبل مرحلة السجن يجد أنها تختلف عنها بعد السجن ففي مرحلة ما بعد السجن أصبحوا يسيرون على قاعدة " التورية " مستدلين بما جاء في الحديث " أن النبي إذا أراد أن يغزوا غزوة ورى بغيرها " وقد صرح بذلك بعضهم في لقاء معه بمجلة البيان وجعل التورية قاعدة ينبغي أن تسير عليها الحركة الإسلامية في هذه المرحلة قال " واليوم تأتي مواقف تحتاج الأمة فيها إلى التورية ضمن السياسة الشرعية، ولكن ذلك لا يحدث خوفاً من الاتهام؛ لأن الاتهام عند آخرين جاهز لأدنى احتمال دون تقدير للاعتبارات العلمية والمصالح الشرعية وبُعد النظر في العواقب سواء في ميدان الجهاد أو الدعوة والإصلاح " وقد كنت قبل أن أقف على هذا التصريح الخطير أتعجب من بعض مواقفهم التي تتعارض مع طريقتهم التي كانوا عليها قبل السجن بل إن بعض من كانوا معهم على نفس المنهج والعقيده ناصبوهم العداء حتى أدى ذلك إلى انشقاق هذا التيار إلى جماعات متعددة لكن الملاحظ يجد أنهم في الآونة الأخيرة بدأوا يعيدون ترتيب أوراقهم من جديد وتم الاتفاق على أن هذا المنهج إنما هو تكتيك وليس استراتيجية تقوم عليها هذه الجماعة حسب اصطلاحاتهم الحركية نسأل الله العافية ، ولا حاجة لي إلى أن أذكر القارئ بعقيدة التقية عند الرافضة { يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ } .

 

 


[1]  رحم الله شيخنا مقبل وبعد كل هذا يقولون من سبقه في وصف القرضاوي بالكلب العاوي

ولو قال عنا بعضهم إننا نتكلم في المشايخ

فسنقول نحن نبين حقيقة المشايخ الذين يطعنون في أئمة العصر

 قال ابن ناصر الدين الدمشقي- رحمه الله

" لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أعراض منتقصيهم معلومة ومن وقع فيهم بالثلب، ابتلاه الله قبل موته بموت القلب".

 

للمراسلة : aburayd@hotmail.com