المدخلية أو الجامية _ أبو رائد المالكي _ النصيحة

سلسلة رسائل كشف المخبوء (1)

 

نرحب بكم في غرفتنا بالبالتوك

هنا أيضا

سري للغاية : دراسة تحليلية لطائفة المناهجة .

المناهجة أو المدخلية :

طائفة نشأت مؤخراً كردة فعل للسروية لكن لا الإسلام نصروا ولا السرورية كسروا فقد قال كبيرهم عن بعض رموز السرورية هم من أهل السنة وليسوا مبتدعة فالعجب من قوم يحاربون أهل السنة زعموا بلا هوادة ثم يدّعون أنهم يمثلون الدعوة السلفية الحقة .

وقد بينت في مؤلف مستقل آخر اعتقادات وتلبيسات هذه الطائفة في باب الإيمان وما يضاده ، ولا بأس أن أذكر هنا أهم أصولهم ، ولا يفوتني أن أنبه إلى أن بعض علمائنا ومشايخنا الأفاضل ، ينسبهم المخالفون لهم ظلما ً وزوراً إلى هذا التيار ، بل أن كاتب هذه السطور لم يسلم من هذه النسبة ، وهذا من أهم الأسباب التي دفعتني إلى الكتابة عن هذه الطائفة حتى يعلم القاريء حقيقة الأمر .

وهذه الجماعة وافقت الأحزاب الأخرى في بعض الأصول وزادت عليهم في أخرى :

فهم من جهة التنظيم جمعوا بين التنظيم الهرمي والتنظيم العنقودي .

 فكما هو معلوم أن الإخوان المسلمين يعتمدون التنظيم الهرمي بينما السروريون يعتمدون التنظيم العنقودي لكن هؤلاء أخذوا من التنظيم الهرمي القمة فقط فهم يدينون بالطاعة والاتّباع لشيخهم الأكبر ولا تجد أحدا ينوب عنه ممن هو دونه كما عند أصحاب التنظيم الهرمي بينما أخذوا من أصحاب التنظيم العنقودي العمل الجماعي وفق أهداف معينة .

ومن جهة الاعتداد بالنفس ليسوا كالإخوان المسلمين الذين يرون أنهم جماعة من الجماعات العاملة وليسوا كالسرورية الذين يرون أنهم الطائفة المنصورة وباقي الجماعات في دائرة الفرقة الناجية ويفرقون بينهما أما المناهجة هؤلاء فهم يرون أنهم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة ولا يفرقون بينهما.

وقد وافقوا باقي الأحزاب في الطعن في كبار العلماء إذا احتج بأقوالهم من يعاديهم أو ينشق عنهم من أفرادهم وإليك البيان :

قال مقدمهم في الشيخ الألباني " سلفيتنا أقوى من سلفية الألباني "

وقال  " نحن نرفض أخطاء الألبانى "

فانظر كيف يتكلم عن الألباني لأن بعضهم نسبه إلى الألباني فأراد أن يبين الفرق بين الدعوتين .

ثم ذكر مقدمهم بعض ردوده على الشيخ الألبانى قائلا:

" ردودنا على الألبانى فى أهم أخطائه, مثل ردنا فى كتاب "الإستعانة" , ...ونقاشنا الكثير فى الأشرطة المسموعة لمسألة البيعة...ردى على الألبانى فى مسألة من يسب الله, وتكفيرى لمن يسب الله, وتصريحى مرارا بمخالفته وتصريحى بالبراءة من أخطائه, وتحذيرى للجالسين معى من تقليد الألبانى! "!!

فهاهو هنا يتهم الألباني بأنه وافق الجهمية في عدم تكفير الساب للذات الإلهية وهذا والله من الافتراء على الشيخ بدون علم وليس له سلف في ذلك  إلا خوارج العصر .

وقال مقدمهم: "نحن نؤيد من يرد أخطاء الألبانى وأخطاء غيره؛ لأنه الحق, ولم يعرف عنا-ولله الحمد- تعصب لأى خطأ لأى أحد كائنا من كان ومن ادعى علينا غير هذا فهو أفاك مهين. "

كل هذا من أجل أن يدافع عن نفسه هكذا يقول "نحن نؤيد من يرد أخطاء الألبانى " وكأن الألباني من المبتدعة أو على الأقل من صغار طلبة العلم . حتى قال " بل نحن رددنا أكبر أخطاء الألبانى "

فأسألكم بالله هل يجروء هذا الشيخ أن يكتب مثل هذا الكلام في ابن باز وابن عثيمين خاصة وأنه يرى أن لهما أخطاء تسيء إلى دعوته .

و قال قي رده على الحداد : "هات سلفيا واحدا فقط انتقد الألبانى فى أخطاءه بالأدلة والبراهين من كتاب الله وسنة رسوله فأخرجناه من السلفية, بل هات من انتقده بدون أدلة وبدون براهين فأخرجناه من السلفية دون أدنى ورع" .

وقال " نحن نبرأ إلى الله من أخطاء هذا الرجل " يعني الألباني .

وقد أثر عنه أقوال في الطعن في الشيخ ابن باز ولم ينفيها عن نفسه وكقوله في الشيخ مقبل عندما خالفه في بعض اجتهاداته قال  " هذه طعنه للدعوة " وسيأتي الحديث عنها .

وقد نقل عن غيره من أفراد هذه الجماعة طعونات أخرى في كثير من العلماء كالشيخ محمد بن إبراهيم وقد انكر الشيخ ابن باز على صاحب هذه الطعونات .

وقاعدتهم أن كل من خالفهم في قواعدهم المنهجية !!! خارج من السلفية ولا كرامة. 

وهم في الآونة الأخيرة انقسموا ووقعت بينهم فتنة وكان من فوائد هذه الفتنة للمسلمين مايأتي :

أولاً ) انتهاء ظاهرة الإرهاب الفكري الذي كان يمارسه بعض الجهلة المحسوبين على الدعوة السلفية كما سيأتي .

ثاتياً ) انتهاء ظاهرة الألقاب المبالغ فيها مثل حامل لواء الجرح والتعديل أو إمام الجرح والتعديل .

قال بعضهم في منتدى " سحاب "(وهو المنتدى المتكلم باسم هذا الحزب)

و لكن لما فوجئت بتوقيع الشيخ على البيان الذي عقد بينه و بين مشايخ الأردن الذي وضِح لي بعده أن الشيخ و ضعنا في مفترق طرق صعب جدا و لم يوضح لنا ما ألزمنا به بالأمس و هو تبديع المدعو بأبي الفتن .

حيث أخرج مشايخ الأردن بيانا بعد عودتهم الى بلادهم أسموه ( حقائق التبيان لدقائق البيان )

حيث قالا  :

(ومما يجب ذكره -أخيراً-: أننا أخبرنا الشيخ أن قوله في تبديع أبي الحسن لا يلزمنا وبخاصة أن كثيرا من العلماء والمشايخ وطلاب العلم الذين التقينا بهم على ذلك ... ، فأقر بذلك، وإنما كان الحرص -من الجميع- على ضبط الحق في المسائل -من حيث هي-.وفي ضوء ذلك نقول: إن هذه المسائل إنما طرحت وبحثت على خلفية ما، بنينا وبين الشيخ -بحثاً وتحقيقاً- فلذلك لا يتعدى ذلك غيرنا ممن لم يكن في مجلس البحث. وأما من أراد موافقة ما في بياننا من الحق، أو مخالفة ما يظن منه أنه مخالف للحق، فليبين ذلك بالعلم والحلم والعدل والفضل، ومذهبه في ذلك -مخالفةً أو موافقةً- ينسب إليه، ولا نلزم بشيء منه.)

فتعليقي هنا على كلمة ( فأقر بذلك ) أي بمعنى أنه أقر بأن من يريد أن يتوقف في أبي الحسن فهو شأنه و من أراد أن يدخله في سلفيته التي أخرجه منها فليفعل .

و هذا و الله موقف جد صعب وضعنا فيه الشيخ حفظه الله خاصة و اننا خضنا في هذه الفتنة مع أقرب الأحباب و الأصحاب و فقدنا عددا كبيرا منهم معتقدين أنه دين ندين الله به . .

و الله المستعان فإذا به يظهر حسبما تجلى كما قال الشيخ عبد المحسن العباد ( أشياء في النفوس ) و يدعم هذا ما قيل في بيان الشيخ مع مشايخ الأردن حيث قالوا (وبحضوره - حفظه الله - وكان الحاضرون كلاً من : الشيخ سليم الهلالي والشيخ محمد موسى نصر والشيخ علي الحلبي والشيخ محمد عمر بازمول - وفقهم الله جميعاً لكل خير - ، وتم التداولُ العلميُّ المنهجيُّ في أمورٍ عدة ، من أهمها اليقينُ الجازم أن هذه الخلافات - الواقعة بين السلفيين - ولا يزال منها بقايا - هي خلافاتٌ من نزغ الشيطان ، وقد أدرك الجميع - بحمد الله - آثار هذه الخلافات السيئة وتبعاتها الخطيرة .) لاحظوا إخواني عبارة هي خلافاتٌ من نزغ الشيطان . إذن بعد هذا لنا الحق أن نعود الى الصواب و البحث عن الأثر و الدليل من باب ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول .... ) و أن نعتذر لمن أخطأنا في حقه و أن نتنازل عن كبر النفس و رقي الشيطان بها نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من شرور الشياطين أو أن يعود الشيخ و يوضح لنا بجلاء ما هي ملابسات هذا البيان . و ما هي التغيرات التي وقعت بين عشية و ضحاها ؟ انتهى

ومن أصول هذه الجماعة وسماتها الخاصة بها :

1) التفريق بين العقيدة والمنهج :

والهدف من ذلك تسهيل الطعن في مخالفيهم من أهل السنة والجماعة بحجة أنه وإن كانت عقيدته سليمة إلا أن منهجه فيه خلل . لذلك تجدهم يكثرون من القول " كيف منهجه " عندما يريدون أن يستفسروا عن أحد من الدعاة ليعرفوا هل هو من جماعتهم أم من الجماعات الأخرى .

وتزداد عجبا إذا عرفت ان الميزان عند بعضهم في هذه المسألة هو  "مدى حبه أو بغضه لكبيرهم ".

وقد مكثوا فترة يرسلون رسلهم إلى الشيخ الألباني كي يستخرجوا منه فتوى في السروريين ومن العجب أنهم كانوا يقولون له ياشيخ هم معنا في العقيدة لكنهم يخالفوننا في المنهج فكان الشيخ يقول لهم ما في داعي للخلاف ما دام الأمر هكذا ، حتى دلسوا على الشيخ فظن أن الأمر كما وصفوا أنهم معنا في العقيدة حتى إذا أفتى فيهم اعتماداً على وصفهم لم يرضوا بفتواه وطعنوا فيه .

وممن أنكر عليهم في هذه المسألة خاصة ، الشيخ مقبل الوادعي ، ففي الفتاوى المكية ذكر رحمه الله أنه دخل المكتبة – بدار الحديث بدماج - ذات يوم فوجدهم قد علقوا لا فتة وكتبوا عليها " كتب المنهج " قال فنزعتها وقلت منهجنا الكتاب والسنة ، قال وكان يأتيني بعض الطلاب فيقول نريد درسا يا أبا عبد الرحمن في المنهج فكان يقول رحمه الله ما عندنا غير هذا - الكتاب والسنة - وكان يقول لهم ما نقرأه عليكم من صحيح البخاري ومسلم وغيرهما هو المنهج . وفي هذه الحادثة يظهر للمتأمل أمران : -

- أن بعض أهل العلم وإن كانوا ينسبونهم لهم إلا أنهم غير راضين عن هذه الطائفة والسبب في ذلك أنهم يتميزون عن الجماعات الأخرى في القدرة على استقطاب أهل العلم والتحلق حولهم .

- أنهم متواجدون في كثير من دروس أهل العلم .

- أن بعض طلبة العلم المنسوبين إلى هذه الجماعة لا يعرفون حقيقة أمر هذا الحزب .

2) عندهم غلو وخلل واضح في مسائل الهجر و الولاء والبراء ويعتمدون في ذلك على ما يسميه البعض بالإرهاب الفكري فإذا قرروا قولا في مسألة ما ، فالويل لمن يخالفهم ولو كان معه الدليل .

3) عندهم غلو في مسألة الولاة فقد فسر كبيرهم الجماعة في حديث عليكم بالجماعة بأنها " الحكومة " !! هكذا ولو فسرها بما فسرها به السلف لضمن القول بطاعة الوالي المسلم لأن هذه هي عقيدة السلف وقد نصوا في كتبهم على هذا فقالوا " ونرى الحج والجهاد والصلاة وراء كل إمام براً كان أو فاجراً "

قال شيخ الإسلام وهو يتكلم عن وجوب طاعة الولاة كما في مجموع الفتاوى (28/508) " بل يطيعهم فى طاعة الله ولا يطيعهم فى معصية الله إذ لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق وهذه طريقة خيار هذه الأمة قديما وحديثا وهى واجبة على كل مكلف وهى متوسطة بين طريق الحرورية وأمثالهم ممن يسلك مسلك الورع الفاسد الناشىء عن قلة العلم وبين طريقة المرجئة وأمثالهم ممن يسلك مسلك طاعة الأمراء مطلقاً وأن لم يكونوا أبراراً "
 

4) انتحلوا لا حقا عقيدة المرجئة في مسائل الإيمان والكفر وقد أنكر عليهم في ذلك كبار العلماء ابتداء بالإمام عبد العزيز بن باز وتحذيره من كتاب مراد شكري الذي قام على طبعه ونشره علي الحلبي ثم العلماء الآخرون الذين حذروا من مقدمة كتاب التحذير من فتنة التكفير والتعليقات عليه وكتاب صيحة نذير لعلي الحلبي وإن كان الكتاب الأصل لأئمة الزمان الألباني وابن باز وابن عثيمين والطعن فيه طعن في أهل السنة !!.

ومن أكبر الشواهد على أنهم تشربوا هذه العقيدة أن كثيراً من كبارهم لم يتعرض إلى الانكار على المخالف لهم في هذه المسألة في آخر فتنة وقعت في صفوف هذه الطائفة مع علمهم أنه حامل راية الإرجاء في هذا العصر ، وعلى كل حال فهم عندهم ضعف واضح في العقيدة وليس لهم مصنفات في هذا الباب وإذا تكلم أحدهم أو كتب في هذا الباب فكلامه مجرد عمومات مما قد اتفق عليه أهل السنة . وكثير منهم لا يفقه التوحيد فضلاً عن باقي أبواب العلم ، وكتاب التوحيد المعتمد عندهم في بعض النواحي قد قرر فيه صاحبه عقيدة المرجئة وقد رددت عليه في " اجتماع الأئمة على نصرة مذهب أهل السنة " .

5) وافقوا الأحزاب الأخرى في طريقتهم وشعارهم الذي يسيرون عليه " كتّـل ثم علم " فأصبح عندهم جمع الشباب والحفاظ على عدم تفرقهم مقدم على كثير من مسائل العقيدة .

وعندما نشر أبو رائد رسالته " اجتماع الأئمة على نصرة مذهب أهل السنة " والتي قرأها وقدم لها وحث على نشرها الشيخ مقبل الوادعي والشيخ وصي الله عباس حاربوها بكل ما يستطيعون وحذروا من نشرها بحجة أنها تفرق الصف وعندما اتصل أبو رائد بالشيخ قال له بالحرب الواحد " هذه طعنة يا أبا رائد "

ولما أخبر أبو رائد الشيخ مقبل بذلك قال له الشيخ مقبل " ما عليك قد قالها لي قبلك ، فقد أنكرت عليه قوله في بعض المعاصرين هم أشر من اليهود و النصارى فبلغني أنه قال - هذه طعنة للدعوة "

6) لجوؤهم إلى التصنيف بغير دليل لكل من خالفهم فمن رد عليهم ولم يرد على السرورين يسمونه " إخواني أو سروري " ومن رد عليهم وعلى السرورين يسمونه " حدادي " والسلفي هو الذي يمدحهم ويبجل شيخهم .

7) عدم تبديع المعين ، وهذا خلاف المشهور عنهم والسبب في ذلك تفريقهم بين العقيدة والمنهج فالخالف لهم لا يتجرأون على تبديعه لأنهم يرون أنه يوافقهم في العقيدة ، وما هذا إلا بسبب جهلم بالعقيدة ، لذلك تجدهم يصفون المخالف لهم بكل أوصاف قبيحة مثل خبيث دسيسة كذاب أشر صاحب فتنة .... وغير ذلك لكن لا يمكن أن يصفوه على الملأ بأنه مبتدع ومن الأسباب أيضاً أنهم يخافون أن يتهموا من خصومهم بأنهم حدادية .

8) ينطلقون من مبدأ الوصاية على الدين ، ويعتبرون الكلام في رموزهم طعن في السلفية ، ورحم الله شيخنا ناصر الدين كان عندما يقال له ياشيخ يقولون عنك : كذا وكذا ، كان يقول : ما لنا ولهم .

9) مصدر قوتهم أخطاء الآخرين ، فإذا وقعوا على خطأ لأحد المخالفين لهم شهروا به ، وأخرجوه من السلفية ، وإلا فإن كبارهم ليس لهم جهد يذكر في باب التصفية والتربية إلا ما ندر ، وليس لهم برنامج علمي يفيد الأمة بل هم يقتاتون على انتقاد كتابات الآخرين وفقاً لما يعتقدونه ، بل أن كثيراً منهم لم يُعرفوا إلا بعد أن ردوا على بعض المشهورين فاتخذوا الآخرين مطية للشهرة .


10) يطلقون من مبدأ المؤامرة على السلفية فقد صرح كبارهم بأن فتوى هيئة كبار العلماء فيهم يراد بها الطعن في السلفية ، ومن غرائب الأمثلة أنه لما عُرض على كبيرهم كتابي " إغاثة الطالب لنيل أعلى المطالب " طلب تغيير العنوان ، قال : لأن فيه مدخل للصوفية يحتجون به على السلفيين .


وعلى كل حال فإن الذي شجعني على كشف حقيقة هذا الحزب الجديد أنني وجدت أن كثيراً من طلبة العلم مال إلى الخوارج بعد أن أصبح يميز الحق عنده بمخالفة هؤلاء القوم له ، بل أصبح بعضهم يعمم هذا الحكم على جميع السلفيين ، فتمييزاً لأهل الحق ، ولأن هؤلاء القوم أصبحوا يكتمون الحق عن أتباعهم بحجة أن القائل مخالف لهم في المنهج ، أقدمت على هذه الخطوة ، والله المستعان .
 

وهذه أخي الطالب للحق رسالة وجهتها إلى الشيخ بينت فيها منهجه :

 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وكفى وسلام على نبيه المصطفى شيخنا الفاضل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد فهذه تذكرة من محب لك أرجو أن تتقبلها بصدر رحب كما عهدناك فو الله ما كتبتها إلا بعد أن رأيت الحزبيين قد فرحوا بما حصل من فرقة في الصف ولعلها تكون خيراً لنا وهي كذلك والحمد لله .

هذه شيخنا بعض الملاحظات التي كانت سبباً رئيسياً فيما يبدوا لي في كثرة المشاكل لا أقول كما قلت من قبل فرقت الصف ولكن أشغلت طلبة العلم عن تحصيل العلم النافع .

لقد أشغلت نفسك ياشيخ بأمور أنت مسبوق إليها وقد وضح فيها الحق من غيرك ولاننكر جهدك ولكن ننكر عليك إشغال نفسك ومن معك بها ، وتعلمون قول شيخنا إبي عبد الرحمن الوادعي لكم ياشيخ لا تشغل نفسك بهذه الأمور واصنع كما نصنع نحن في دمّاج ، نكون في الدرس فإذا جاءت مناسبة أعطينا هؤلاء الحزبيين ( لطمة ) ولا نشغل أنفسنا بهم، وهل تظن ياشيخ أن ما ينشر من أشرطة لنا قد سجلناها في وقت واحد ، هؤلاء الطلاب كلما مرت بهم كلمة في درس سجلوها ثم ضموا إليها أخرى بعدها بزمن حتى يكتمل لهم شريط فيخرجوه ياشيخ انشغل بالعلم .

فأقول : سيد قطب الذي أشغلت نفسك ومن معك به قد وضح أمره بعد أن تكلم فيه الألباني وحدث له من جراء ذلك فتنة عظيمة لا تخفى عليكم أيام الشيخ عبدالله عزام رحمه الله ونحن لا ننكر عليك ما كتبته في سيد قطب وإن كان ينبغي عليك أن تلاحظ المتقدم والمتأخر من كلامه رحمه الله لكن ننكر عليك عقد الولاء والبراء على هذه المسألة فكيف تنكر وتغضب على من تأول لسيد بعض كلامه وأنت بالأمس القريب تكيل له المدح فقد قلت في كتابك منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله - الطبعة الأولى -"رحم الله سيد قطب لقد نفذ من دراسته إلى عين الحق والصواب، ويجب على الحركات الإسلامية أن تستفيد من هذا التقرير الواعي الذي انتهى إليه سيد قطب عند آخر لحظة من حياته بعد دراسة طويلة واعية ، لقد وصل في تقريره هذا إلى عين منهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام" (وقد حذفته من الطبعة الثانية وما بعدها فالحمد لله على توفيقه ) .

ولعلك تعتذر لنفسك على فعلتك هذه ، فما تقول إذا فيما كتبه الشيخ محمد أمان الجامي في كتابه " المحاضرة " وكيله المدح والثناء لسيد قطب ولا أعرف أن الشيخ كتب كتاباً نقض فيه ما تقدم منه .

فبالله عليك كيف تنكر على بعض خصومك أنه قال في سيد " وهناك عليه إعتراضات منها ما هو صواب ومنها ما هو خطأ من المسائل التي لا أراها صواباً منه أو عليه في الإنتقاد القول بأنه يرى الحلول والإتحاد أي أنه يرى كل شئ الله فيه كقول أهل الحلول والإتحاد الذين يقولون أن الله حل في كل شئ ، الرجل حاشاه من ذلك نعم له كلمات الناظر فيها يفهمها بذلك " .

مع أن دفع هذه العقيدة عن سيد قطب سبق إليه الألباني وقال إنها زلة قلم من سيد قطب رحمه الله ، وعلى كل حال فإن له كلاماً في الظلال صرح فيه بالفرق بين الخالق والمخلوق .

ويجب أن تعلم ياشيخ أن المشكلة الآن التي تواجه الدعوة ليست سيد قطب ولا كتاباته صحيح أن كتاباته كان لها دور في انحراف كثير من الدعوات لكن الآن الأمر تغير وتبدل فقد أصبح لأهل البدع زعامات غير سيد بل أن الأتباع لا يقبلون من أحد أن يقارن بين هذه الزعامات الجديدة وبين سيد لكونهم أصبحوا يقرون بأن سيدا لا يعد عالماً فضلاً عن أن يكون إماماً كما كان ، فينبغي لك ياشيخ أن تستيقظ من غفلتك وتفقه الواقع الذي حولك فهذا من الفقه الواجب على المتصدرين أمثالك نسأل الله أن ينفع بك .

فها أنت قد غضبت عندما بلغك قول بعض خصومك في سيد ولم تغضب ولم تنتصر لعقيدة أهل السنة عندما وقع أبو الحسن وصاحبه الحلبي في الإرجاء وخالفت العلماء وشككت في أمانتهم ونياتهم من أجل ألا تبين خطأهم وإن كنت أظن أنك تدين الله بما هما عليه من عقيدة باطلة فهاهو الشيخ أبو رائد جاءك إلى مجلسك وأنت تشرح للشباب حديث الشفاعة وقلت إن معنى لم يعملوا خيراً قط " أي من عمل الجوارح " فقال لك ياشيخ إمام الأئمة ابن خزيمة قال " لم يعملوا خيراً قط أي على الكمال والتمام " فقلت له غاضباً أين ذكر هذا فقال لك في كتاب التوحيد فطلبت منه أن يوقفك على الموضع فلما أوقفك عليه سكت ثم قال لك إن حديث أبي هريرة عند البخاري صريح في أن آخر من يخرج من النار إنما يعرفون بعلامة السجود فقلت له هذا صحيح البخاري اقرأ علينا الحديث فأخرج الحديث وقرأه عليك وكان في آخره فقال أبو هريرة " فهؤلاء آخر من يخرج من النار " فقلت : هذا اجتهاد من أبي هريرة وأنت تعرف وأنت استاذ الحديث أن هذه اللفظة جاءت مرفوعة من طرق بل المشهور عند طلبة العلم رفعها لا وقفها ولو لم تأت مرفوعة فهي في حكم المرفوع كما تعلم ورغم ذلك كابرت وغيرت الحقائق .

فما بالك ياشيخ تكيل بمكيالين وما بالك تقول في أحد أشرطتك عمن نذرت نفسك في محاربتهم الشيخ سفر والشيخ سلمان أنهم على منهج أهل السنة والجماعة وعندما سئلت في إحدى محاضراتك بمكة هل هم مبتدعة قلت : لا . فواعجباً تقر أنهم من أهل السنة والجماعة وليسوا مبتدعة وتعاديهم كل هذا العداء ، لا ريب أن الأمور الشخصية والأهواء لها دور في كل هذا نسأل الله العافية ، فلو قلنا إنهم مبتدعة وحذرنا منك لأنك قلت ما قلت فهل تقبل هذا ، ما أظنك ستقبل .

فما بالك تنابذ بعض خصومك لأنه لم يخرج عرعور و لا المغراوي من السلفية بعد أن أصدرت حكمك فيهما وقلدك من قلدك . هو يعرف أن عرعور زل بقوله إن " سيداً أحسن من تكلم في المنهج " لكنه يزعم إن الرجل تراجع فهل نقول له أخطأت في محاولتك معه ورده إلى المنهج السلفي بعد أن أصدر الشيخ حكمه ، هذه والله عين الحزبية التي يدعو لها دعاة عدم التحزب . كما أنه يعرف أن المغراوي زل بقوله " إن عجول بني اسرائيل في كل مكان " لكنه يزعم إن الرجل لا يقول بهذا الآن وهذه كلمات قديمة قالها فندم على قولها الآن ونحن نحاول أن نلم الصف ونبذل المحاولات حتى نيئس لكننا لا نقلد غيرنا في إصدار الأحكام .

لقد جعلت من نفسك ياشيخ سددك الله وصياً على السلفية وكأنه لا يوجد في الساحة إلا أنت بل في كثير من مجالسك يأتوك محبوا منهجك من الأعاجم فيقولون لك ياشيخ ، فلان من الناس ويذكروا لك اسمه ينتقدك في شدتك فتقول لهم قولوا له إنه بقوله هذا يطعن في السلفية شعر أم لم يشعر .

حتى إن الشيخ مقبل رحمه الله كان لا يعجبه فيك هذا الأمر وقد صرح بذلك .

وبرهان ذلك أنك تقول عن الشيخ بكر أبو زيد ( …… بل وجه لأهل السنة هذه القذيفة الثالثة – أي الخطاب الذهبي – التي هي أكبر من أختيها ، قد يقول بعض الناس إنها موجهة إلى شخص واحد ، فما دخل أهل السنة فيها . وأقول : اسألوا أهل السنة المحضة وهم كثير في هذه البلاد وفي الشام واليمن والهند وباكستان وغيرها من البلدان ، هل هذه قذيفة ضدهم وضد عقيدتهم ومنهجهم ؟ أو هي لنصرتهم ونصرة عقيدتهم ومنهجهم وشد لأزرهم …… )

وقد بلغ بك الإعجاب بنفسك أنك جعلت من نفسك مرجعاً للشباب السلفي فيسألونك عما يحتارون فيه ، ومن ذلك أنهم احتاروا في أمر الشيخ بكر أبو زيد وكتاباته فهاأنت تقول : ( ولما كان لكتاب – التصنيف – ولهذا – الخطاب – من الآثار الخطيرة على الشباب في بلدان كثيرة كالمملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية وقطر والجزائر وغيرها من البلدان التي شغلتني وشغلت غيري بالاتصالات والشكاوي المرة …… ) .

وتقول في مدح نفسك  : (ونحن والله الذين ندافع بصدق وإخلاص عن علماء الإسلام قديماً وحديثاً ) وعندما رددت على صاحب المعيار قوله ( فلا أدري كيف يمنح باحث درجة العالمية العالية الدكتوراه في علوم الحديث وهو عاجز عن استخراج ترجمة رواة الميزان ) .

فكان ردك : ( من أي دين ونحلة استقيت مثل هذه الأحكام ، إذا لم يجد باحث ناجح ترجمة واحدة لا يستحق درجة العلمية العالية – الدكتوراه – مهما بلغ عمله من الإتقان والنضج )

وقلت أيضاً ( … رأيت أخطائي التي قد صححت معظمها قليلة جداً يصدق عليها – كفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه - !!! )

أما كلامك في العلماء فقد اشتهر عنك أنك قلت في الألباني إن " سلفيتنا أقوى من سلفية الألباني " وقد حاول أن يدافع عنك في " سحاب " أبو عبد الله المدني " خالد الظفيري – الكويتي الملازم لك كظلك" مشرف المنتدى الإسلامي لسحاب : فقال " نقول بأن الشيخ قال هذا في مناسبة معروفة وشريط معروف قد طرح فيه سؤال حول بعض فتاوى الشيخ الألباني ورد فيه طعن خصومه وذكر جهوده العظيمة في خدمة السنة النبوية أثنى على الشيخ رحمه الله بما هو أهلٌ له ، ثم رد على من يزعمون بأن سلفية الشيخ مأخوذة من الألباني "

بل قلت في ردك على باشميل أنك أول من نبه على أخطاء الألباني في العقيدة حتى تكلف الشيخ محمد بن عبدالوهاب البنا المجيء إليك وقال لك اتق الله ياشيخ كيف تقول هذا الكلام في شيخك .

 فهل كل هذا لأن باشميل نسبك للألباني وهو معلمك السلفية شئت أم أبيت بعد أن كنت أخوانياً أم لأن الألباني قال فيك " إلا ما أشرت إليه آنفاً من شيء من الشدة في الأسلوب ..." فالشيخ الألباني ما قال إلا حقاً وأيده على ذلك الشيخ ابن عثيمين فقال عنك " عنده شدة أو خطأ في الكلام يعني في صيغة الكلام لا في مضمونه .

 وقال أيضاً لكن قد يكون الإنسان بشراً قد يعبر بعبارات غليظة قوية شديدة لا تليق بمسلم "

ولا تغتر بمدح الألباني لك في بعض المواقف فهاهو قد قال في الشيخ سفر وسلمان هم معنا على الخط ولم تقبلها منه مع أنك قلتها بعده لكن بعبارة أخرى !! .

وخلاصة القول إني ناصح لك أن تعرف قدرك وأن تترك الوصاية على دين الله والعجب بنفسك وأن تبذل قصارى جهدك في رأب الصف لا في صدعه وأن تكون غيرتك على الكتاب والسنة فأنت كثيراً ما تقول " صبرنا على أخطاء فلان كثيراً حتى إذا فرغ صبرنا تكلمنا " وكان الأجدر بك أن تقول صبرنا على فلان كثيراً حتى إذا تكلم فينا تكلمنا ... لا لأنه تكلم فيك ولكن لأنه بكلامه فيك يطعن في السلفية ...

 فاتق الله ياشيخ واسأل الله حسن الخاتمة ولابد أنك عرفتني ولكني آثر عدم كتابة اسمي طلباً لعدم الانشغال بك وبأتباعك لأنك ستخرج ولابد كتاباً في الرد على أوراقي هذه كما تعودنا منك وحينئذ سأضطر للرد وسندخل في دائرة مفرغة فالحمد لله على العافية .

أخوك ومحبك : قاهر الحزبيين ، حرر في 26/2/1423هـ gaherr@maktoob.com

وفي رسالة وجهها له بعضهم :

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الأمين

فضيلة الشيخ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،

هذه مجموعة من الأسئلة نوجهها لفضيلتكم، ونستحلفكم بالله العظيم أن تجيبونا عليها لأنه تتوقف على إجابتكم عليها بيان الحق لنا في مسائل كثيرة، وإجابتكم ستكون إن شاء الله هي الفيصل فيما نحن فيه من الخلاف، وخاصة أن هذا الخلاف في أمر الدين، ونسألكم بين يدي الله عز وجل إذا لم تجيبونا، وأنتم تعلمون حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من سُئل عن علم يعلمه فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة).

يدعي الشيخ سليم بن عيد الهلالي أنك قٌلتَ للشيخ علي بن حسن عبدالحميد الحلبي في منزلك (إذا لم تسقط المغراوي أنت وأبو الحسن فسأسقطكما معاً)!! ويقول الشيخ سليم الهلالي بأنه سمع هذا منك ويُشْهدُ الله على ما يقول، ويجعل لعنة الله على الكاذب، وأنه مستعد أن يباهلك (أنت أو من يشكك في هذا الخبر) على هذا الكلام في الحجر (حجر الكعبة) وأن هذا كان برمضان قبل الفائت.. فنسألك يا شيخ بالله هل حصل هذا منك؟ ولماذا قلت هذا الكلام إن كنت قلته؟!

يقسم محمود الحداد أنه سمع منك مراراً طعنك في سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله، وقال إنه مستعد لأن يباهلك في ذلك فهل حقاً كنت تطعن في ابن باز رحمه الله - وتقول (ما ضر السلفية مثل ابن باز)؟!

ذكر جمع من الذين يردون عليكم دفاعاً عن أبي الحسن وغيره أن في كتبكم وأشرطتكم طوام وأخطاء عظيمة أكبر من الذي ذكرتموه عن سيد قطب وأبي الحسن المصري والمغراوي وغيرهم: سواء في سب الصحابة وعيبهم أو في القول بأن هذا المجتمع الذي نعيش فيه مجتمع جاهلي، أو الطعن في السلف، فمن ذلك ما وقع منكم في حق الصحابة رضوان الله عليهم، كقولكم في خالد بن الوليد (إنه يلخبط) وقولكم عن سمرة بن جندب رضي الله عنه إنه صنع حيلة كحيل اليهود، وأكبر من ذلك ما ذكرتموه في شريط (الشباب ومشكلاته الوجه ب) بالنص (والله كان صحابة فقهاء.. (سكته) في السياسة ما ينجحون، وما يستطيعوا يستنبطون!! في الإذاعة والإشاعة يقعون في فتنة، قضية الإفك طاح فيها كثير من الصحابة) أهـ أليس كلامك هنا ليس طعناً في الصحابة فقط، بل في معلم الصحابة الذي علمهم وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا فقهاء ومع ذلك لم يكونوا أكثرُهم حسب قولك يفهم في السياسة والواقع، ولذلك وقعوا في الفتنة، ومن أجل ذلك قلت للشباب إذا الصحابة أكثرهم لم يسلم في الوقوع في الفتنة بسبب جهله بالسياسة فما بالكم أنتم الذين لستم بصحابة؟ هذا فحوى شريطكم المذكور في حث الشباب للابتعاد عن السياسة، فنسألك بالله أليس قولك هذا طعناً في أصحاب الرسول، بل أليس قولك هذا طعناً في رسول الله نفسه الذي لم يحسن تعليم الصحابة السياسة وفقه الواقع فسقطوا في أول فتنة لأن كثيراً منهم حسب زعمك غير عمر رضي الله عنه وعلي رضي الله عنه لم يكونوا ممن يفهم السياسة؟ ومن أقوالك في الصحابة أيضاً قولك عن معاوية رضي الله عنه (ما هو عالم لكن والله يملأ الدنيا سياسة!! وقولك عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه (المغيرة بن شعبة مستعد يْلعَبْ بالشعوب على أصبعه دهاءً).. وقد أعترفتم أنكم قلتم هذا كما في رسالتكم في الرد على أبي الحسن التي أسميتموها (الكر على أهل الخيانة والمكر) الحلقة الأولى. فنرجو منكم أن تبينوا لنا حكم هذه المقالات التي صدرت منكم في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهل من وقع منه مثل ذلك يكون مبتدعاً وضالاً؟ أم يبقى من أهل السنة والجماعة؟!

يطلق عليكم كثير من تلاميذك ومقلديك أنك إمام أهل السنة في هذا العصر، وحامل لواء الجرح والتعديل، وأن كلامك الذي قلته في جرح من جرحتهم كله حق، وأن من جرحته فهو المجروح، ومن عدلته فهو المعدل السني السلفي.. وقال الشيخ علي بن حسن الحلبي أن الله امتحن أهل السنة بالشيخ في هذا العصر فمن والاه فهو السلفي، ومن خالفه فليس بسلفي، وقال عنك يوم كنت تسكن المدينة إن من يزر مدينة الرسول من السلفيين، ولا يزور الشيخ فإنه لا يكون سلفياً.. فنسألك بالله يا شيخ هل تعتقد في نفسك أنك اليوم إمام أهل السنة، وأنك حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر حقاً؟ وأن من جرحته وأخرجته من السلفية فيجب على كل سني سلفي أن يخرجه من السلفية وإلا لم يكن سلفياً؟

نرجو يا سماحة الشيخ أن تبينوا لنا من معكم الآن على هذا الأمر ممن يدخل في السلفية الحقة؟ لأنه يُقال أنكم لا تعتقدون أنه يوجد على السلفية التي أنتم عليها في الوقت الحاضر إلا ثلاثة نفر في الرياضْ ونحوهم أو أكثر في المدينة النبوية، وأكثر منهم قليلاً في اليمن، وأقل من ذلك بمكة المكرمة، وماعدا هؤلاء من كل أهل الإسلام فليسوا بسلفيين ولا يؤخذ عنهم العلم ويعاملون معاملة أهل البدع؟ فنرجوكم أن تذكروا لنا مَنْ هم السلفيون على المنهج الحق ممن تعلمونهم في كل قطر حتى نعرفهم؟ ونوصي أهل الحق بهم؟

يا سماحة الشيخ رأينا كثيراً من الشباب يقلدونكم في الحكم الذي تحكمون به على شخص منا دون أن يعرفوا دليلكم وكذلك ما يحكم به من يناصرونكم في منهجكم ، فكل ما يتلقونه منكم في شخص ما يقولون به فوراً دون معرفة دليلكم ومستندكم في الجرح وقد يكون هذا الجرح بالتبديع والتفسيق والزندقة، والإخراج من السلفية والسنة، وكذلك بأن الشخص الفلاني ضال مضل، أو منافق عليم اللسان، أو ماكر خبيث، أو متستر بالسلفية يريد هدم السلفية، .. الخ هذا القاموس الطويل من ألفاظ الجرح التي امتلأت بها كتبكم ومقالاتكم ومقالات المشايخ المذكورين. فهل يا سماحة الشيخ تبيحون التقليد لهؤلاء الشباب في نقلهم هذه الأحكام على هؤلاء الأشخاص وأن يعملوا بمقتضى هذه الأحكام من السب واللعن، وتنفير الناس عن هؤلاء المجروحين، وكثيراً ما يكون جرحكم للشخص مصاحباً بوجوب اتباع هذه السياسة مع هؤلاء المخالفين الذين تبدعونهم، فهل تجيزون لهؤلاء الشباب أن يقلدوكم في الحكم الذي تصدرونه أم أنكم لا تجيزون لمن سمع ذلك منكم أو تلقى أوامركم في ذلك أن يقلدكم في هذا الأمر بل يجب عليه أن يقف بنفسه عن السبب والدليل الذي من أجله جرحتم فلاناً من الناس أو بدعتموه أو فسقتموه أو زندقتموه.. الخ.

وهل ترى يا فضيلة الشيخ أن التقليد يجوز في هذا الأمر أم لابد من معرفة الدليل؟ وإذا كنتم لا ترون التقليد في هذا الأمر فبماذا تنصحون الشباب الذين يقلدونكم دون دليل في هذا الأمر؟ وماذا يجب على هؤلاء الشباب إذا رجعتم عن تعديل شخص ما إلى تبديعه وتفسيقه؟

 كتب في : 23من رجب الحرام لعام 1423 هـ

تنبيه :

إلى الذين صدموا بهذه الحقائق ممن كان يظن أن هذه الجماعة كانت تمثل السلفية نقول تنبهوا فهناك من العلماء المعاصرين من يمثل السلفية ولا ينتمي إلى هذه الجماعة من قريب ولا من بعيد فهل تشكون في سلفية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ والشيخ صالح الفوزان والشيخ عبد المحسن العباد والشيخ محمد آدم والشيخ وصي الله عباس والشيخ محمد زينو وغيرهم كثير ممن ينتقد هذه الجماعة بل ممن ينتقدهم شيخها وربما يحذر منهم نسأل الله العافية .

ولو قال عنا بعضهم إننا نتكلم في المشايخ

فسنقول نحن نبين حقيقة المشايخ الذين يطعنون في أئمة العصر

 قال ابن ناصر الدين الدمشقي- رحمه الله

" لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أعراض منتقصيهم معلومة ومن وقع فيهم بالثلب، ابتلاه الله قبل موته بموت القلب".

حمل هذه الرسالة للاستزادة

حمل هذا التسجيل النادر بصوت الشيخ ربيع وفيه إثبات لما ذكر أعلاه

للمراسلة : aburayd@hotmail.com