ما بين النوم واليقظة

مدخــل :

الليْـــــلُ ،
ينـاوُله جـرعـاتِ الفكــْرِ .
يستحلبُ قرصـاً ،
يبــلعُ قرصـاً ،
يمضغُ فى مضضٍ قرصـا.
وعلى شـبَّاكِ الحجــرةِ ،
حــَطَّ عُـقـَابْ .
ونباحُ الوحــدةِ حـينَ يــدُعُّ ،
الراحــةَ بالأبوابْ .
يتلحــَّفُ بالصـبْرِ .

حــــلم (1) :

بالساحةِ تُعْــبدُ آلـهةٌ أُخرى
ويُشَّـيدُ تمثــــالٌ لجـلالتِها
قابــيلُ يطـوفُ بساحتها
وجنـودُه.
يسْـتلقِى بالطرقاتِ على أرضٍ بِكْــرِ
يتمـطَّى فى سُكْــــرِ .
فإذا لاحــتْ من بُعْـدٍ جـبهةُ هابــيلٍ
إستحـضر فى عيـنيه الغَـدْرا .
( يتقاذفُ فى لهفٍ نحـو الأهدافْ. )
( ويُفــتِّلُ من طمعٍ حـبلَ الخُطافْ. )

حــــلم (2) :

وتقــولُ الأرضُ :
الآفــةُ تأكلُ أوراقَ شـجيراتى
الآفــةُ يخشـاها الغصـنُ الغـضُّ .
الآفــةُ تزْحـفُ أحيـانا ، وتطـــــيرْ .
قد تهْجــمُ صوبَ الفرعِ وتنْـقضُّ .
وتلاطـفُ أحيـاناً أُخـرى أوراقَ فريسِـتها .
تمتصُّ لـــذيذَ عصارتها
( قد شَـحَّ أبـــو قـــــردانْ )
( وبِكارةُ أرضٍ ساميةٍ كادتْ تنْفَضُّ . )

حـــلم (3) :

تطــفُـو أحـيـاناً نطْـفـةُ زيتٍ فـوق المـاءْ .
تتـلألأُ ،
يهتـزُّ الفنجـانُ وتمتزجُ الأشـياءْ .
لكنَّ النطـفةَ تبعثُ برقـا .
لا تفـقـد شـكلاً أو عمقـا .
للنطْفـةِ حـدٌّ مرسومٌ وضيـاءْ .
فى وقتِ الشّدّةِ حين تَدورُ النارُ على الأحـــيـاءْ .
يتبخَّـرُ جــــلُّ المـاءْ .
والنطْفةُ تبـقَى .
( هـل توجـدُ أرضٌ عذريـّةْ . ؟ )
( من تلك النطْفـةِ تحْبـلُ حرّيـةْ. )

حـــلم (4) :

بالشـارعِ كان زحـــــامْ.
وجـوادُ مخْصىُّ وبقــايا ضامرةُ ، وصهيـلْ .
الآنَ – تحدَّثت امرأةٌ – يتخلّصُ ،
من ضُـرّ ِ .
لن ينجـبَ أوجاعا .
لنُْ ينجـبَ مُهْــراً يعبثُ فى أوراقِ صحـيفةِ سـائسِهُ
أو يصنعَ بالميـدانِ ضجــــيجاً وصــُداعا .
قالت : تـوّاً تشْـتدُّ روافـعُهُ
ويَزيدُ الشحْـــمُ على الظـَهْــرِ.
( العاقـلُ مَنْ يستأصل ما قـد أتعبهُ
ليريحَ جــوانَبهُ .
يلقيه بسلَّة نسـيانْ .
ولْيشربْ خمـراً .. لُيفـيــقْ . )

خـــــتام :

يتمايلُ بالطرقاتْ.
والأرضُ بـــوَارْ.
وخمـارُ الدمعةِ يحجـبهُ
يمنعهُ عن رؤيِة أرضٍ ،
فيها سـمكُ القـرشِ ،
تسـلل نحـو الأنهـــارْ .

موقع ألق الشعر

سامي بن حامد العوفي - طيبة الطيبة
aloufi_2000@yahoo.com