
هذه القصيدة للشاعر أبي
فراس الحارث بن أبي العلاء
سعيد بن حمدان بن حمدون الحمداني
| أمـا لِـجَـمـيـلٍ عِنْدكُنَّ ثَوابُ | ولا لِـمُـسـيءٍ عِـنْـدَكُنّ مَتَابُ | |
| إذا الـخِـلُّ لَـمْ يَـهْجُركَ إلا مَلالةً | فَـلَـيْـسَ لهُ ، إلا الفِرَاقَ ، عِتابُ | |
| إذا لـم أجـد مـن خُـلَّةٍ ما أُرِيدُهُ | فـعـنـدي لأُخْـرى عَزْمَةٌ وَرِكابُ | |
| ولـيـس فِراقٌ ما استطعتُ فإن يَكُنْ | فِـراقٌ عـلـى حَـالٍ فليس إيابُ | |
| صَـبـورٌ ولـو لـم يـبقَ مني بقيةٌ | قَـؤُولٌ وَلـوْ أنَّ الـسيوفَ جَوابُ | |
| وَقُـورٌ وأحـداثُ الـزمانِ تَنوشني | وَلِـلـمـوتِ حـولي جِيئةٌ وَذَهَابُ | |
| بِـمـنْ يَـثِـقُ الإنسانُ فيما يَنُوبهُ | ومِـنْ أيـنَ لِـلحُرِّ الكَريم صِحابُ | |
| وقـدْ صَـارَ هـذا الناسُ إلا أقَلَّهُمْ | ذِئـابٌ عـلـى أجْـسَادِهنَّ ثِيابُ | |
| تَـغَـابـيـتُ عن قومٍ فَظَنوا غَباوةً | بِـمَـفْـرِقِ أغـبانا حصًى وَتُرابُ! | |
| ولـو عَـرفـونـي بَعْضَ مَعرِفَتي بِهمْ | إذاً عَـلِـمـوا أنـي شَهِدتُ وغابوا | |
| إلـى الله أشـكـو أنـنـا بِمنازلٍ | تَـحـكَّـمَ فـي آسـادِهنّ كِلابُ | |
| تَـمُـرُّ الـلـيالي لَيْسَ لِلنَّقْعِ مَوْضِعٌ | لَـديَّ ولا لِـلـمُـعْـتَفِين جَنَابُ | |
| ولا شُـدَّ لـي سَرْجٌ على مَتنِ سابحٍ | ولا ضُـرِبـتْ لـي بِـالعراءِ قِبابُ | |
| ولا بَـرقـتْ لـي فـي اللقاءِ قواطعٌ | ولا لـمـعـتْ لي في الحروبِ حِرابُ | |
| سَـتَـذكـر أيـامـي نُميرٌ وَعَامرٌ | وكـعـبٌ ، عـلى عِلاتها ، وكِلابُ | |
| أنـا الـجـارُ لا زادي بَطِيءٌ عَليْهِمُ | ولا دونَ مـالـي فـي الحَوادثِ بَابُ | |
| ولا أطـلـبُ الـعَوراءَ مِنها أُصِيبها | ولا عـورتـي لِـلـطـالبينَ تُصابُ | |
| بَني عَمِّنا ، ما يَفْعَلُ السيفُ في الوغى | إذا قـلَّ مِـنْـهُ مَـضـرِبٌ وَذُبابُ | |
| بَـنـي عَـمِّنا ، نحنُ السَّواعِدُ وَالظُّبَا | وَيُـوشِـكُ يـوماً أن يكونَ ضِرابُ | |
| ومـا أدَّعِـي مـا يَـعـلَمُ الله غَيرهُ | رِحَـابٌ عَـلِـيٍّ لِـلـعُفاةِ رِحابُ | |
| وأفـعـالـهُ لِـلـراغـبـين كَرِيمةٌ | وأمـوالـهُ لـلـطـالـبين نِهَابُ | |
| ولـكـنْ نَـبَـا مِـنهُ بِكَفِّيَ صَارمٌ | وأظـلـمَ فـي عَـيْـنَيَّ مِنهُ شِهابُ | |
| وأبـطـأَ عَـنِّـي والـمـنايا سريعةٌ | وَلِـلـمـوتِ ظِـفْرٌ قد أطلَّ ونابُ | |
| فـإن لـم يَـكـنْ وِدٌ قَـرِيبٌ تَعُدُّهُ | ولا نَـسَـبٌ بـيـن الرجَالِ قِرابُ | |
| فـأحـوطُ لـلإسلام أنْ لا يُضِيعني | ولـي عَـنْـهُ فِـيـهِ حَوْطةٌ وَمَنابُ | |
| ولـكـنـنـي راضٍ على كلِّ حالةٍ | لِـنَـعْـلَـمَ أيَّ الـخُـلَّتينِ سَرابُ | |
| ومـا زِلـتُ أرضـى بـالقليلِ محبةً | لَـدَيْـهِ ، ومـادون الكثير حِجابُ | |
| وأطـلُـبُ إبـقـاءً على الوُد أرضَهُ | وذِكـرى مِـنـي في غيرها وطلابُ | |
| كـذاكَ الـوِداد الـمحضُ لا يرتجى لهُ | ثـوابٌ ، ولا يُـخـشى عَليهِ عقابُ | |
| وقدْ كُنتُ أخشى الهجرَ والشمْلُ جَامِعٌ | وفـي كُـلِّ يَـوْمٍ لُـقْـيَةٌ وخِطَابُ | |
| فـكـيـف وفيما بيننا مُلْكُ قَيْصَرٍ | ولِـلْـبَـحْرِ حولي زَخْرَةٌ وَعُبَابُ ؟ | |
| أَمِـنْ بَـعْـدِ بَذْلِ النفس فيما تُرِيدُهُ | أثـابُ بِـمُـرِّ الـعَتبِ حِينَ أُثابُ | |
| فـلـيـتـك تـحلو والحياةُ مريرةٌ | ولـيـتـك تـرضى والأنامُ غِضابُ | |
| ولـيـتَ الـذي بـيني وبينك عَامرٌ | وبـيـنـي وبـيـن العالمين خَرابُ | |
| إذا صـحَّ مِـنـكَ الوِدُّ فالكُلُّ هَيّنٌ | وكُـلُّ الـذي فـوقَ التُّرابِ تُرابُ |
| سامي بن حامد
العوفي - طيبة الطيبة |
aloufi_2000@yahoo.com |