بنت حواء

هذه القصيدة للشاعر يعقوب بن مطر العتيبي
( مجلة الأسرة -العدد 97- ربيع الآخر - 1422هـ - ص52 )

بنت حَواءَ! والهمومُ شِــــــــــــــــــدادٌ

كيف يســـــــــــعى إلى العيونِ رُقادُ

لا تلومي إذا بثثتُ هُمـــــــــــــــومي

ففُؤادي لِذي الهُمُوم وِسَـــــــــــــــادُ

أيُّ قـــــــــــــــوم بُلِيتِ يا أختُ منهم

ضَجّتِ الأرضُ منهمُ والعـــــــــــــــبادُ

مِلءُ أفواهِهم فســـــــــــــــوقٌ ومكرُ

وغَشَى القلبَ خِسَــــــــــةٌ وعِــــنادُ

الحِــــــــــــــــــــواراتُ حارَ فيها دليلٌ

والكتاباتُ ضــــــــــــــــجّ منها المِدادُ

صــــــــــيحةٌ إثرَ صَــــــــــيحةٍ تَتَعالى

مَلَكِ اليومَ قد علاكِ سَـــــــــــــــــوادُ

اطرحي عنكِ ما مضــــــى من عتيقٍ

واخْرُجــــــــــــــــــي آن أنْ يُفَكَّ قِيادُ

مَالَكِ اليومَ تــــرتـــــدين قِـــــــــــناعاً

بَادَ إذ مَاتَ لابســــــــــــــــــوهُ وَبادوا

خالطي اليومَ من أردتِ وقـــــــــولي

ما تشائينَ واطرَبي يا سُـــــــــــــعادُ

أظهري الحُســـــنَ كي تُضيء فِجاجٌ

واخضَعي القولَ كي يزولَ سُـــــــهادُ

كيفَ تُخفينَ مَبســـــــــــــــماً وعُيُوناً

نَاعِســـــــــــــــاتٍ يفيضُ منها الوِدادُ

ودلالاً سَــــــــبى ( جميلاً ) ، وألقى

( قيسَ ليلى ) على الفراش يُعــــادُ

كيفَ تبقــــــــين في البيوتِ كأن لمْ

يَكُ للبيتِ أطــــــــــــنُبٌ وعِــــمـــــادُ

إيهِ يا أخـــــــــــــــــتُ قد أروكِ جُلُوداً

نَاعـــمـــاتٍ ، وخــلفَــــــــــها ما يُكادُ

مَنطِقٌ ضــــــــــــاحِكٌ - ترين - ولكن

ألسُـــــنُ القوم - في الخفاءِ - حِدادُ

غايةُ القــــــــــــــــــــــومِ أن يَعُمَّ بَلاءٌ

وَمُنى القومِ أن يشيعَ فَسَــــــــــــادُ

في بحار الهوى تجولُ شِــــــــــــباكٌ

وشِراكُ الهوى هنا تَصــــــــــــــــطادُ

سَـــــــائلي الغربَ كيفَ حالَ عذارى

كُلَّ يوم لها يُقــــــــــــــــــــــــامُ مَزادُ

وعلى مصـــــــــــــرع الفضيلةِ يبكي

حَسرةٌ - في العراءِ ثمَّ - الجَـــــــمادُ

عَاقلُ القومِ يشـــــــــــــتكي ، وأرانا

كُلَّ يومٍ لنا نُحُثُّ جِـــــــــــــــــــــــيادُ

بنت حَواءَ والعدوُّ نَشِــــــــــــــــــــيطٌ

كيف يَحلو تَكَاسُـــــــــــــــــــلٌ ورُقادُ

أنتِ في شِرعةِ الإله سَــــــــــــــنَاءٌ

وعـــــــــفــــــافٌ وبهـــجــــــــةٌ وَوِدادُ

أنتِ فوقَ الذرى ففيمَ انحِــــــــــــدارٌ

في سحيقٍ وكيفَ تَحلو الوهَـــــــــادُ

أنتِ يادُرَّةً من الدُّرِّ أغـــــــــــــــــــلى

هل تُرى يعتري الدراري كَسَـــــــــادُ

بنت ( سَعدٍ )و( مُصعب )و(المـثنى)

نِعْمَ - والله - حِــــقــــبَــــةٌ لو تُـــعـادُ

يا سِــــــجـــــــــلاً من الزمان مُضيئاً

ما حَوتْ فَخْـــــــــــــــــــرهُ ثمودُ وعَادُ

ما بَنت مجــــــــــــــــدَهُ قوانينُ غربٍ

هل تُرى يُثمِرُ الكُــــــــــــــرومَ القتادُ

بل بنى مجــــــــدهُ على الطُهرِ قومٌ

باركَ اللهُ ما بنوهُ وشـــــــــــــــــــادوا

خَرَّجتهم مدارسُ الوحـــــــــي حتى

طابَ فيها الجنى وطابَ الحَصـــــــادُ

بنتَ حواءَ فانهضــــــــــــي في ثباتٍ

واعقدي العَزمَ فالحياة جــــــــــــهادُ

واملأي ســــــــــــــاحة العطاءِ ببذلٍ

في سـبيل الهدى ، وفي العِلمِ زادُ

 

موقع ألق الشعر

 

جميع الحقوق محفوظة ©لـ سامي العوفي / 1420هـ