العشق العجيب

هذه القصيدة للشاعر فوزي المطيني

قالوا : فُتِنْتَ بمن تهوى ، فقلت لهم

**

**

من كــان ذا نظـرٍ بالحُـــسْــنِ ينبهــرُ

ولستُ بِدعـاً من العشاقِ ، رُبَّ فتى

**

**

قد غــالهُ العشقُ وهو النابهُ الحـــذرُ

قيسٌ يهيمُ بليلى العُمـــر يعــشــقُها

**

**

وقــلبُهُ في هــــوى ليلاهُ يســتَـعِـــرُ

لو أن قــيــســـاً رأى حـبي لهــام به

**

**

وكــان من حــظِّ ليلى الغمُّ والكــــدرُ

يا لائمــي في هــواهُ لستَ ذا نصفِ

**

**

تــروَّ يا صـــاح ، واصـــبرْ يأتك الخـــبرُ

لا أرضــين بمــن أهــوى الدُّنا بــــدلاً

**

**

ولســتُ عن حبِّ من أهـــواه أعـتذرُ

هو الجـمالُ ، وحيدُ الحسنِ ، منظرهُ

**

**

ما شــانهُ خَـطَــلٌ ، ما شــابهُ كـــدرُ

أمَّا القــــــوامُ فحـــــــدث دونما حرجٌ

**

**

قـد زانــه اللهُ لا طــــــولٌ ولا قِــصـــرُ

يــفــوحُ بالعــطــر أنى سـار مرتحــلاً

**

**

يزُفُّــــهُ الآس والنســــرين والزهـــــرُ

وينشرُ الشـــعــــر شــــلالاً له رهـجٌ

**

**

ســــــارت يروعــته الركبانُ والحـضـرُ

وينــقــلُ الخـطـــوَ ، مخـتالاً بمشيتهِ

**

**

يَحُــفُّـــهُ البِشــرُ أنى سَــارَ والخـفـرُ

ولســتُ أنقِــــمُ أن يهــــواه أيُّ فتىً

**

**

من كان في حُسنهِ هامت به البشرُ

ففي هــــــواه تبارى الناسُ قـاطــبةً

**

**

وطابَ في ذكـــــرهِ للســـامر السمرُ

أليس شــيئاً عـجـيباً أن أســرَّ بـمـن

**

**

يهوى فـتاتي ، ولا يغــتالني الكَدَرُ ؟

يا لائمي حـين تدري من هويتُ فلنْ

**

**

ترجــو الغداةَ سـوى عـفـوي فتعـتذرُ

دبيُّ مــحــبوبـتي ، والله جــمــلــــها

**

**

والكل يــعــشــقــها مــثــلي ويـبتدرُ

لا يمـــلكُ المـــــــرءُ إلا حـــبها فلكم

**

**

قد أنعـشَ الكـــون منها ذكرها العَطِرُ

أحبابها اليوم أحـــبابي وإن بعــــــدوا

**

**

وهو صحابي ، إذا غابوا ، وإن حضروا

دبيُّ في القــلب دومــاً لا تــبـارحــهُ

**

**

وفي الدما حـــبها ، ما امتد بي عُمُرُ

عليك مني سلامُ الله ما ســطـعــتْ

**

**

شــمـسٌ وأبحـرَ في عـليائه القَـمَــرُ

 

موقع ألق الشعر

 

جميع الحقوق محفوظة ©لـ سامي العوفي / 1420هـ