همساااااااااااات

همسات رمضانية ، إبداع وتوهج من صديق عزيز

أردت أن اتحفكم بها

همسات من أبي أنس فتقبلوها ولا تنسونا من خالص دعائكم

الحمد لله وحده والصلاة على من لانبي بعد نبينا محمد وعلى آله وصحبه

الهمسة الأولى: دع عنك الكسل:

انهض فقد بدأ السباق... انهض قبل أن تجد نفسك في المركز الأخير ... انهض إن كنت تطمح أنالجوائز يوم العيد ... دع عنك الكسل وإن كان طعمه أحلى من العسل فإن في آخره علقم تكون من الفائزين يوم توزع ينسيكأياماً معدودة وساعات محسوبة تمر مر السحاب وينفض الموسم وتودع شهرالطاعات ماكان فيه من حلا، ماهي إلا وموسموالحسنات. إن لذة الكسل ساعة وتزول وتعقبها حسرة لاتزول ونصب الطاعة ساعة وتزول البركات ومضاعفة الأجور وتليهاصاحب الطاعة بعد انقضائها هل بقى من تعبها شيء؟ واسأل نفسك هل بقى من لذة الكسل لك فرحة لاتزول .. اسأل شيء؟رمضان كرجب وشعبان سواء، فإن الله لم يجعلهم سواء. انظر إلى الصالحين ونافسهم في ! والعاقبة للتقوى. لاتجعل الخيراتوفلان، لاتدع باباً للخير إلا وتطرقه، نافس على الصف الأول، تصدق ،أكثر من ذكر الله . ولاتقل أنا أفضل من فلان لاتتركخصص وقتاً لقراءة القرآن ولا تكتفي منه بالصفحة والصفحتين ولا بالجزء والجزئين  فإن من قيام الليل ولا ركعة، هناكمرات (وأنا وأنت نايمين في العسل!). فانهض واستمد العون من الله واسأله القبول وألح في من يختمه في رمضان عشر الدعاء وبالله التوفيق.

 

الهمسة الثانية: أي عاقل يفرط في هذا الكنز؟!

عن معاذ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ، قالوا: بلى يارسول الله قال: (ذكر الله عز وجل).رواه أحمد في المسند وصححه الألباني.   وفي الترمذي أن رجلاً قال يارسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي وأنا قد كبرت فأخبرني بشيء أتشبث به قال"لايزال لسانك رطبا بذكر الله تعالى". وفي البخاري عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثل الذي يذكر ربه والذي لايذكر ربه مثل الحي والميت". وعن معاذ مرفوعا: "ماعمل آدمي عملاً أنجى له من عذاب الله عز وجل من ذكر الله تعالى". وعن أبي هريرة رضي الله عنه: من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر" رواه البخاري وفي مسلم: عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأن أقول سبحان الله والحمدلله ولاإله إلا الله والله أكبر أحب إلى مماطلعت عليه الشمس".   سمعنا هذه الأحاديث كثيرا .. ولكن ماذا عملنا ؟ ألسنا مصديق بها؟ بلى .. إذن لماذا التفريط؟  أليس من الحكمة أن نتزود بالحسنات الآن قبل أن نأتي يوم الحساب نعض أصابع الندم ونتسول الحسنة والحسنتين؟ اللهم يسر أمرنا واهدنا رشدنا.

 

الهمسة الثالثة: لاتفوتك دعوة عند الإفطار

الدقائق واللحظات التي تسبق ساعة الإفطار هي من أفضل الأوقات وأعظمها فائدة للصائم، فإن الله عز وجل قد جعلها ساعة يستجيب فيه دعاء الداعين  فقد جاء في الحديث: إن للصائم عند فطره دعوة لاترد. لذا نجد أن الشيطان- عليه لعنة الله- يختلق للناس الأشغال ويلهيهم عن الدعاء حتى تمر تلك اللحظات ولاينتبه الإنسان إلا على صوت الأذان ويفوت على نفسه فرصة عظيمة.
دعوة واحدة تخرج منك لحظة صفاء وتجرد وتوجه وابتهال وانكسار بين يدي الله عز وجل قد تحول مجرى حياتك تحولاً جذرياً، وتنقلك من دركات الشقاء إلى مراتب السعادة. وتعتق بها رقبتك من النار فإن لله في كل ليلة من ليالي رمضان عتقاء من النار كما جاء في الحديث. فقد أكن أنا وأنتم منهم.. إذن فلنجتهد في الدعاء، ولنستغل أوقات الإجابة ونحرص عليها، ولعل من المناسب هنا أن نذكر بأهم أدب من آداب الدعاء وهو البدء بحمد الله والثناء عليه ثم الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نتخير من الدعاء أعمه وأجمعه. نسأل الله العظيم رب العرش الكريم باسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يغفر لنا ويرحمنا وأن يتوفانا وهو راض عنا. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

الهمسة الرابعة: احفظ عليك هذا

الصيام عن الطعام والشراب هو من أسهل أنواع الصيام إذا ماقورن بصيام الجوارح. فمثلاً ليس من السهل أن يتمكن كل أحد من حفظ لسانه عن الكلام في أعراض الناس أو الهمز واللمز أو السباب والشتم. وليس من السهل على كل أحد أن يحفظ بصره فلا ينظر إلى ماحرم الله. أو يحفظ سمعه فلا يسمع ماحرم الله.
وإذا كان الصيام عن الطعام والشراب مأمور به العبد في شهر الصوم فقط فإن صيام الجوارح مأمور به في كل وقت، والأحاديث في ذلك كثيرة منها قول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه لما سأله: أومآخذون بما نقول يارسول الله ؟ قال: ثكلتك أمك يامعاذ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم. وقوله صلى الله عليه وسلم : إن العبد ليتكم بالكلمة لايلقي لها بالاً يهوي بها في النار سبعين خريفاً. والأحاديث في حفظ البصر وحفظ السمع عما حرم الله مشهورة ومعلومة وأكثر من أن تحصى. ولكن هلا دربنا أنفسنا ونحن في مدرسة الصوم كيف نسيطر على جوارحنا وكيف نكبح جماحها ونلوي زمامها حتى لاتنزلق بنا في مهاوي الردى، وبذلك نكسب من هذا التدريب عادة حميدة نسير عليها فيما تبقى من أعمارنا حتى نلقى ربنا؟ نسأل الله أن يوفقنا لذلك إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

الهمسة الخامسة: خذ لك عمرة في رمضان قبل الزحمة:

عن أبي هريرة رضي اله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" متفق عليه . وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" عمرة في رمضان تعدل حجة - أو حجة معي" متفق عليه. هذه من بركات هذا الشهر المبارك ونفحات الرب تبارك وتعالى التي يمتن بها على عباده في رمضان والسعداء هم الذين يتعرضون لهذه النفحات ويستفيدون منها. ولعل من المناسب أن نبين نقطتين قد تغيب عن البعض منا. الأولى أنه ليس هناك تفضيل للعمرة في العشر الآواخر عن بيقة الشهر وبالتالي ليس لها أفضلية في ليلة سبع وعشرين عن أي ليلة من ليالي الشهر وهذا المفهوم الخاطيء للأسف هو سبب تزاحم المعتمرين في ليلة سبع وعشرين. وقد أفتى فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين بأن تخصيص ليلة سبع وعشرين بعمرة يعتبر بدعة لأنها من غير شرع النبي صلى الله عليه وسلم. والنقطة الثانية: التحلل من الإحرام بعد العمرة ومعلوم أن التحلل يكون بحلق شعر الرأس أو بالتقصير منه، ولكن الخطأ الذي يقع فيه عدد كبير من المعتمرين هو الإكتفاء بقص شعرات معدودات من الرأس اعتقاداً منهم بأن هذا تقصير وهذا بلا شك ليس تقصير وقد أفتى فضيلة الشيخ بن عثيمين الرجل الذي سأله بأن يذهب ويخلع لباسه ويلبس ثياب الإحرام ويحلق أو يقصر من كل رأسه . فلنتنبه لهذا ونسأل الله للجميع القبول وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.  

 

الهمسة السادسة: متى ؟ إن لم يكن في رمضان..

صعد رسول الله صلى الله عليه و وسلم درجات منبره الثلاث وكان في كل درجة يقول آمين فتعجب الصحابة رضوان الله عليهم وسألوه فقال عليه الصلاة والسلام: أتاني جبريل فقال يامحمد: رغم أنف عبد أدرك رمضان ولم يغفر له قل آمين فقلت: آمين، ثم قال: رغم أنف عبد أدرك والديه أحدهما أو كلاهما فلم يدخلاه الجنة قل: آمين فقلت: آمين، ثم قال: رغم أنف عبد ذكرت عنده فلم يصل عليك قل: آمين فقلت: آمين".
والشاهد في موضوعنا قوله رغم أنف عبد أدرك رمضان ولم يغفر له ، كأن جبريل يستغرب كيف يكون هذا لذا فهو يدعو على ذلك الشقى المحروم الذي فرط في فرصة المغفرة خلال هذا الشهر المبارك حتى انقضى ومضى ولم يتعرض فيه لنفحة من نفحات الرب تبارك وتعالى والتي كانت واحدة منها كفيلة بغفران ذنوبه، فلا يحرم بركة رمضان إلا محروم، ظالم لنفسه. كيف لنا والفرص كلها سانحة للعودة إلى الله والتوبة والمغرة من الذنوب.. الشياطين وقد صفدت والأجور وقد ضوعفت وأبواب الجنة وقد فتحت وأبواب الجحيم وقد أغلقت، ومن أدى فيه نافة فكأنما أدى فريضة ومن أدى فيه فريضه فكأنما أدى سبعين فريضة. شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار. فيه ليلة خير من ألف ليلة. لله فيه في كل ليلة عتقاء من النار. ومن صامه إيمانا واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه. فهل بعد هذا الخير عذر لمعتذر؟ اللهم لا. نسأل الله بمنه وجوده وكرمه أن يكتبنا فيه من الفئزين ويعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا من النار. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

الهمسة السابعة ياضعيف الإرادة قد فضحك رمضان:

في رمضان تقوى إراداتنا وتشتد عزائمنا ونعمل ماكنا عاجزين عنه في غير رمضان، ومن ذلك حفظ الجوارح وعلى رأسها اللسان والبصر عن الكلام فيما حرم الله أو النظر إلى الحرام وكذلك نؤدي م العبادات والطاعات ماكنا عاجزين عن أداء ولو جزء يسير منه ومن ذلك قيام الليل مثلاً ففي حين أننا نقضي مع الإمام كل ليلة مايقارب الساعة والربع في صلاة العشاء والتراويح وتزداد إلى ثلاث ساعات في العشر الآواخر مابين قيام أو تهجد نجد أننا غير قادرين على ذلك في غير رمضان فما السبب؟ إنها الإرادة والعزيمة، فمتى ماأراد الإنسان أن يعمل عملاً فإنه بإمكانه أن يعمله ومتى ماأوهم نفسه أنه لايستطيع فلن يعمله. ولعل الحديث يجرنا إلى أخواننا المدخنين فكثير منهم يحتجون بعدم قدرتهم على ترك هذه العادة رغم قناعتهم بخطرها على المال والصحة وقبل ذلك التعرض لغضب الله من جراء مقارفة هذا الأمر المحرم وما يتضمنه من إسراف وتبذير للمال وإزهاق للروح بتعريضها للأمراض الخبيثة. فالمدخن يصبر في رمضان مالايقل عن 13 إلى 14 ساعة في حين أنه في الأيام العادية لايستطيع أن يصبر أكثر من ساعتين... فما السبب ؟ إنها الإرادة والإرادة فقط فلو عزم على تركه لتركه ولكن ......... نسأل الله أن يتوب علينا جميعا وأن يبصرنا بعيوبنا وأن يلهمنا رشدنا إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.  

 

الهمسة الثامنة:لايكن صومك عادة:

من الناس من يصوم رمضان لأنه اعتاد فعل ذلك منذ الصغر أولأن المجتمع حوله يمسك عن الأكل والشرب خلال هذا الشهر فاعتاده فهو يفعله آلياً دون أن يفكر أو يتأمل أو يستحضر في ذهنه وفكره عظم هذه العباده وأنه دخل في عباده فرضها عليه ربه وأنه يتقرب بها طاعة له وطمعاً في مغفرته ورغبة فيما أعده للصائمين من الأجر والمثوبة، لايستحضر هذه المعاني أبداً.  وفئة أخرى تصوم وهي كارهة للصوم والعياذ بالله ولا ترى فيه سوى أنه مشقة وعناء على النفس، فتجدهم  يعدون الساعات والأيام منتظرين خروج الشهر. فالمسألة إذن تدور على النية، لذا فإننا نجد أن الله عز وجل رتب الأجر العظيم والمثوبة الكبيرة على من صامه إيماناً واحتساباً فقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه". ومعنى إيماناً واحتساباً: يعني إيماناً بالله ورضاً بفرضية الصوم واحتساباً لثوابه وأجره. فهلا تنبهنا لهذا وأخلصنا النية، نسأل الله ذلك. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.  

 

الهمسة التاسعة:تفرغ وقلل من هذه الأمور:

مما يروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه إذا رأى هلال رمضان قال: (اللهم أهله علينا بالسلامة من الأسقام، وبالفراغ من الأشغال، ورضنا فيه بالقليل من النوم والطعام). دعوات جليلات، قليلات الكلمات ولكنهن عظيمات المعنى ، فهو رضي الله عنه يدعو الله عز وجل أن يسلمه من الأمراض وأن يمن عليه بالفراغ من أشغال الدنيا وأن يقنعه بالقليل من النوم والطعام لكي يتفرغ للعبادة في هذا الشهر المبارك الذي عرف فضله وقدره وأجره. فالمريض لايقوى على الصيام ولا القيام ولاالذكر ولاقراءة القرآن فيحرم الخير الكثير المتاح في هذا الشهر، وكذا صاحب الأعمال الكثيرة والأشغال المتواصلة يمضي عليه الوقت سريعاً وهو غارق في مشاغله، وأيضاً الصحيح السليم الذي يكثر في هذا الشهر من المأكولات فيمتليء بها بطنه فتصعب عليه الحركة ويتعبه القيام مع المصلين في الصف في قيام الليل، والذي يمضي جل وقته في النوم يحرم نفسه تلاوة القرآن والتزود من معينه الذي لاينضب من الحسنات فكل حرف منه بحسنة والحسنة بعشر أمثالها. نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستغلون دقائق وساعات هذا الشهر المبارك وأن يسلمنا فيه من الأسقام ويفرغنا فيه من الأشغال ويرضينا فيه بالقليل من النوم والطعام. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

 

الهمسة العاشرة: مضى رمضان فهل من وقفة محاسبة:

بالأمس استبشرنا بهلال شهر رمضان واليوم ودعنا ثلث الشهر، عشرة أيام مرت كطرفة عين وستمر بقية الأيام وربما بسرعة أكبر ونفاجأ بأن الشهر الكريم قد ودع ولن يعود إلا بعد عام وقد ندركه عندما يعود وقد لاندركه فربما يكون هذا العام آخر عهدنا برمضان والأعمار بيد الله. أفليس من المناسب أن نقف مع أنفسنا في لحظة صدق ونفكر ماذا قدمنا من أعمال فيما مضى من أيام، كم قرأنا من القرآن حتى الآن؟ كيف كانت محافظتنا على صلاة الجماعة؟ كيف كانت محافظتنا على صلاة التراويح؟ بر الوالدين؟ صلة الرحم؟ الصدقة؟ غض البصر؟ حفظ السمع؟ إفطار صائم؟ مساعدة المحتاجين؟ الدعاء للمجاهدين؟ ..الخ من أعمال البر والخير التي تضاعف أجورها في رمضان؟ فمن وجد في نفسه خيراً فليحمد الله وليستزيد فإن الله لايمل حتى تملوا كما جاء في الحديث، ومن وجد غير ذلك فليتدارك نفسه وليلحق بالركب فما زال في الزمن بقية والفرصة قائمة فليشمر وليعزم وليتقوى بالصبر والإحتساب حتى لايندم إذا مارحل رمضان وهو مازال مقيم على الكسل والتقصير. نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يمد في أعمارنا في طاعته وأن يبارك في أوقاتنا وأن يوفقنا إلى مايحبه ويرضاه وأن يجعل عملنا في رضاه إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.