"هل تؤثر الموسيقى في نمو النبات"

"هل تؤثر الموسيقى في نمو النبات"         

        لاحظ المتتبعون للأخبار العلمية , في أنحاء العالم أن المجلات العلمية في الهند أخذت قبل سنوات تنشر أبحاثا وأخبارا عديدة يدور معظمها حول تأثيرات الأصوات الموسيقية و أنغامها في نمو النباتات بمختلف أنواعه و أجناسه إن الأوساط  العلمية في الغرب  لم تكن على علم بما يجري في هذا الشأن من أبحاث علمية تنطبع بالطابع الجدي المتقن : فإنها كانت ولا تزال تتسرب إليها ملاحظات و مشاهدات من هذا القبيل تكاد تدل على أن   هذا الميدان من البحث العلمي الحديث يبشر بالتوصل إلى معلومات علمية موثوق بها وهذه المعلومات قد يؤدي بعضها إلى حصول انقلاب في المفاهيم و بعض الأساليب المتبعة في إنتاج المحاصيل الزراعية, ونباتات  الزينة عند الحاجة. فقد لاحظ أحد المشتغلين و في جامعة "كاليفورنيا " مثلا و أنه يستطيع تعجيل إنبات بعض البذور , إذا ما عرضها لجرعات معلومة , من الذبذبات الصوتية العالية , كما نشر بعض العلماء السوفيات , مؤخرا , نظرية تدل , في فحواها , على أن الاستقطاب المغناطيسي يعتبر شيئا أساسيا في صفات الأشياء الحية جميعها , وأن مجال المغناطيسية الرضية , و المغانط الدائمة , يمارس تأثيرا بينا في العمليات الحيوية , التي تنتج عن بادرة من البادرات النباتية.

   على أن البحث العلمي , الذي يجري في الهند , يلفت النظر أكثر من غيره , لأنه يباشر بصورة  علمية , لا مجال للطعن فيها , الأمر الذي من اجله يستدعي أخذه بنظر الاعتبار . فإن الدراسات التي يقوم بها بعض أخصائيين تحاول إثبات ما مؤداه أن الموجات الصوتية و التي تنبعث من الآلات الموسيقية المعروفة , تمطر الخلايا النباتية بوابل من تأثيرها , فتحفزها على النمو السريع.

    أما التجارب , التي قام بها هؤلاء الأخصائيون , في سنة 1950 , فكانت تنطوي على إعداد مجموعتين من النباتات , تخضع إحداهما للتجارب المراد إجراؤها , وتبقى الأخرى سائرة في نموها المعتاد , من اجل مقارنة النتائج بها . وقد ظلت هذه التجارب تجرى في الصباح المبكر و وفي المساء عند المغيب , لمدة أسابيع واشهر عديدة . وسبب ذلك يرجع على جوهر النظرية القائلة بأن مادة البروتوبلازم , أو الجبلة , التي تتألف منها بنية الكائنات الحية , جميعها من حيوان , ونبات , هي في حالة حركة وتمور دائمين . ويقل نشاط هذا التمور و عند النباتات , عادة في المساء , والصباح المبكر . فماذا يحدث يا ترى حينما تتعرض النباتات في هذه الأوقات  إلى الأنغام والأصوات الموسيقية المستمدة؟

لقد ظل الدكتور :" سين " يفحص مثل هذه النباتات , فحصا مجهريا,مدة سنوات عشر : فتوصل أن الخلايا النباتية , حينما يسلط عليها وابل من الأمواج الصوتية تتأثر بها المادة البروتوبلازمية الموجودة في داخلها فتزداد حركتها و يشتد تمورها وحينما تكون الموجات الصوتية منبعثة على أنواع خاصة من الأنغام الموسيقية يكون الازدياد في التمور شيئا أكثر .  ويقول الدكتور :"سين" إن الصوت على كل حال , هو شيء حقيقي , وليس خرافة أو أسطورة , وإنه شيء معين , محدود , يمكن قياسه , ولذلك , فهو ظاهرة طبيعية , محملة بطاقة خاصة , كالضوء , أو الحرارة , اللذين , يؤثران في العمليات الحيوية عند النبات , تأثيرا غير يسير عادة.

وقد ظل أحد المتخصصين بزراعة أزهار الزينة , وأولاده , في ولاية " ويسكونسن " بأمريكا , يذيع على مجموع أزهاره , المزروعة في البيوت الزجاجية , أنواعا من موسيقى النفخ والأبواق  , لعدة سنين : فلاحظوا أن ذلك كان له تأثير بين في غلتها , غذ كانت النباتات , والأزهار , أكثر ازدهارا , واستقامة في نموها , وصارت الأزهار أكثر بهاء ورونقا في ألوانها , كما لوحظ أن البذور قد قصر أمد إنباتها , و أن الأزهار طال أمد بقائها , وطراوتها , بعد القطف.

وفي جنوب إفريقيا , أخبرت امرأة , من مدرسات الموسيقى , الدوائر المختصة في جامعة مدينة "الكاب " , بان أزهار ونباتات الزينة المزروعة بالقرب من شباك الغرفة , التي كانت تتمرن فيها على عزف قطعها الموسيقية , كانت أكثر ازدهارا , وأشد نموا من النباتات النامية في سائر أنحاء الحديقة , المر الذي يدل على أن الموسيقى , التي كانت تعزفها كل يوم , كانت تؤثر فيها بكيفية بينة.

هذا , والمؤمل أن يزداد البحث , في هذا الموضوع الطريف , بتوالي الأيام , ويتوصل الإنسان على المزيد من أسرار الخلقةالحكيمة , في هذا الميدان . ولله في خلقه شؤون.

مع تحيات محمد رضوان اصقيطة