كل مستمع على الموجات القصيرة يلاحظ تراوحا في قوة الإشارات الواردة بين حين وآخر. وهذا التراوح يسمى بالإنجليزيةFadingأي ذبول الإشارة الراديوية المرسلة .
وقد يظن البعض أن ذلك قد يكون راجعا إما لضعف جهاز الاستقبال و إما لضعف في البطاريات إذا كان جهاز الراديو يعمل بطاقتها وليس بالطاقة الكهربائية. هذا الظن خاطئ لأن هناك أربعة أنواع من ذبول وضعف الإشارة الراديوية الواردة على الموجات القصيرة يتسبب فيها :
أولا: حركة الشحنات الكهربائية في الجو.
نتحدث الآن عن السبب الأول وهو أكثر وأعم أنواع الذبول التي تتعرض لها برامج الموجات القصيرة. فالموجة القادمة التي تصل إلى النتينا أو السلك الهوائي هي في الأصل مجموعة من الإشعاعات تكون قد سافرت عبر أطوال مختلفة من الأيونات الكهربائية الموجودة في الجو. وبما أن هذه الإشعاعات تسافر بسرعة واحدة ولكن على ممرات فضائية مختلفة لذلك يحدث في بعض الحيان فارق زمني عند وصولها إلى السلك الهوائي وهذا هو ما يسبب الذبول أو الخفوت أثناء الاستماع إلى البرامج الواردة على الموجات القصيرة.
ثانيا: التغيرات الدورية التي تحدث أثناء استقطاب الإشارات الراديوية.
هذا النوع من الذبول تتسبب فيه التغيرات الدورية التي تحدث أثناء استقطاب الإشارات الراديوية. إن استقطاب الإشارات الراديوية بواسطة أنتينا يمتد سلكه عموديا يتقرر بموقع الإشارات الراديوية من المجال المغناطيسي للأرض. فالأنتينا العمودي يستقطب موجات راديوية عمودية, بينما نجد أن الأنتينا الأفقي يستقطب موجات راديوية أفقية. وبشكل عام فإن إشارات الموجات القصيرة, عند بثها من محطات البث الإذاعي, ترسل بطريقة الاستقطاب الأفقي ولكن الطريقة تتغير فيما بعد نتيجة ما يسمى بالانكسار الذي يحدث للإشارات الراديوية عند دخولها مجال الإشعاعات الأيونية, كما وأن تعرض الإشارات الراديوية للمجال المغناطيسي للأرض يؤثر على انكسارها. ونتيجة هذه العمليات والتفاعلات التي تتعرض لها الإشارات الراديوية منذ خروجها من محطة الإرسال وإلى أن تصل إلى أنتينا جهاز الراديو, يختبر المستمع على الموجات القصيرة بعض الذبول أو الضعف في قوة استقبال البرامج.
ثالثا: الانحراف أو التباين الزمني في استيعاب ( امتصاص ) الشحنات الكهربائية في الجو.
النوع الثالث من الذبول البرامج الوالدة على الموجات القصيرة هو كما قلنا الانحراف أو التباين الزمني في استعاب أو امتصاص الشحنات الكهربائية في الجو. السبب في ذلك هو أن الموجات الراديوية أثناء سفرها في مجال الإشعاعات الأيونية تفقد بعض طاقاتها نتيجة امتصاص هذه الطاقة. وتعتمد كمية الطاقة الممتصة على عوامل كثيرة منها عدد الثقوب الشمسية وما يسمى في علم الفلك بالزاوية السمتية بالإضافة إلى عملية التردد , هذه العوامل متضافرة تسبب ذبولا في استقبال برامج الموجات القصيرة . وهذا النوع من الذبول يدوم فترة طويلة نسبة لأن عملية الامتصاص التي تحدث في الشحنات الكهربائية لا تنتهي بسرعة, مما يعوق انسياق الإشارات الراديوية بطريقة طبيعية.
.M.U.F. الراديو بالحد الأقصى للتردد المستعمل, واختصارها بالإنجليزية.
النوع الرابع والأخير من ذبول الاستقبال على الموجات القصيرة الناتج عن انفلات الإشارة الراديوية الواردة إلى الأنتينا يعود إلى ما يسمى بمنطقة الانفلات وهي المنطقة الواقعة بين نهاية الموجة الأرضية وبداية موجة الأينوسفير فاستقبال الإشارات الراديوية داخل هذه المنطقة ليس ممكنا تحت الظروف التي يتواجد فيها ما يسمى بالامتداد الإستطاري . ويتوقف مدى منطقة الانفلات على حالة التردد, ووضع الأينوسفير. وفي الغالب فإن هذا النوع من ذبول الإستقبال يحدث عندما تستعمل محطة إرسال ترددا قريبا من الحد الأقصىللتردد المستعمل:
M.U.F
*****************************************************************************************